للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الاعتقاد وفساده راجع إلى فساده.

والحقيقة المرة التي يجب على كل مخلص يهتم بأمر المسلمين أن يدركها ويعترف بها، هي أن المنتسبين إلى الإسلام اليوم بأشد الحاجة إلى عملية التطهير، وذلك أن عقائد كثير من المسلمين وعباداتهم قد شابتها الأكدار واستحكمت فيها الانحرافات، وابتعدوا على مستويات مختلفة عما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام، في جميع قضايا الدين، وأشد ذلك خطراً الانحراف فيما يتعلق بتوحيد الأسماء والصفات، وتوحيد الألوهية والقدر، وسائر مباحث العقيدة الإسلامية.

فقد أهملت أهم قضية قررها القرآن ودعا إليها النبي صلى الله عليه وسلم ألا وهي تطهير الاعتقاد، وتأسيس التوحيد في قلوب العباد على أساس معرفة الله بأسمائه وصفاته، وإخراج ما يضاد ذلك من العقائد الباطلة والظنون السيئة، ثم عبادته تعالى وحده عن علم به وبحقه، فلا يصرف شيء مما تفرد به سبحانه من الأفعال والصفات لغيره، ولا يُحرف شيء مما وصف به نفسه تبارك وتعالى إلى غير مراده، كما لا يُقصد بشيء مما يجب إفراده به من الطاعات أي مخلوق كان.

فقلّ أن يوجد في مناهج الدعاة والجماعات المعاصرة الدعوة إلى تصفية الفكر الإسلامي من المناهج المبتدعة، والعلوم الزائفة الدخيلة، وإلى تنقية القلوب من العقائد الباطلة والظنون السيئة، وإلى ترك العبادات المبتدعة الناتجة عن تلك المناهج، وإلى إزالة مظاهر الانحراف والشرك من

<<  <  ج: ص:  >  >>