للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأراد أن يمر في أرض محمد بن مسلمة١ فأبى محمد. فقال له الضحاك: لمَ تمنعني وهو لك منفعة تشرب به أولا وآخرا ولا يضرك؟ فأبى محمد، فكلم فيه الضحاك عمر بن الخطاب، فدعا عمر بن الخطاب محمد بن مسلمة، فإمر أن يخلي سبيله، فقال محمد: لا، فقال عمر: لمَ تمنع أخاكم ما ينفعه وهو لك نافع تسقي به أولا وآخرا وهو لا يضرك؟ فقال محمد: لا والله، فقال عمر: والله ليمرنّ ولو على بطنك، فأمره عمر أن يمرّ به، ففعل الضحاك"٢.

ثالثا: العمومات التي فيها الحث على التعاون، وإحسان الناس بعضهم إلى بعض، وبذل المعروف وهي كثيرة منها: قوله تعالى: {وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ} ٣، وقوله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى} ٤.


١ هو: محمد بن مسلمة الأنصاري الحارثي يكنى (أبا عبد الرحمن) ، ولد قبل البعثة بالثنتين وعشرين سنة، شهد بدرا والمشاهد كلها إلا تبوك، وتوفي بالمدينة سنة ٤٣هـ، وقيل سنة ٤٦هـ. انظر: أسد الغابة ٤/٣٣٠-٣٣١، والإصابة ٦/٣٣-٣٥.
٢ أخرجه الإمام مالك غي الموطأ ٢/٧٤٦ (الأقضية/القضاء في المرفق) .
٣ البقرة (٢٣٧) .
٤ المائدة (٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>