للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الله تعالى طالما استطاع ذلك.

تتمةٌ: قد يكون الوقف حسنًا والابتداء بما بعده قبيحًا وذلك نحو قوله تعالى: {يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ} ١ فالوقف عليه حسن ولكن الابتداء بما بعده وهو قوله تعالى: {وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ} قبيح لفساد المعنى إذ يصبح تحذيرًا من الإيمان بالله.

وقد يكون الوقف حسنًا على تقدير، وكافيًا على آخر، وتامًّا على غيرهما نحو قوله تعالى: {هُدىً لِلْمُتَّقِين} ٢ أول البقرة فيجوز أن يكون حسنا إذا جعل {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ} نعتًا للمتقين، وأن يكون كافيًا إذا جعل {يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ} خبرا لمبتدأ محذوف تقريره: هم الذين، أو مفعولا لفعل محذوف تقديره: أعني الذين، وأن يكون تامًّا إذا جعل مبتدأ خبره {أُولَئِكَ عَلَى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ} . اهـ. من النَّشْر بتصرف.

القسم الرابع: الوقف القبيح

تعريفُهُ: هو الوقف على كلام لم يتم في ذاته، ولم يؤدِ معنىً صحيحًا؛ لشدة تعلقه بما بعده لفظًا ومعنىً.

وسمي قبيحًا؛ لقبح الوقف عليه لعدم تمامه، فلا يجوز للقارئ أن يعتمد الوقف عليه إلا لضرورة مُلِحَّة.

أنواعُهُ: الوقف القبيح نوعان:

النوع الأول: هو الوقف على كلام لم يفهم منه معنى؛ لشدة تعلُّقِه بما بعده لفظًا ومعنىً كالوقف على "بسم" من: {بِسْمِ اللهِ} ٣ والوقف على "الحمد" من {الْحَمْدُ لِلَّهِ} ٤ فالوقف على مثل ذلك قبيح؛ لأنه لم يعلم إلى أي


١ سورة الممتحنة: ١.
٢ الآية: ٢.
٣ أول الفاتحة: ١.
٤ أول الفاتحة: ٢.

<<  <   >  >>