للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد رُوي السَّكْت وجوبًا عن حفص في أربعة مواضع بمعنى إذا وصل الكلمة بما بعدها فليس له إلا السَّكت، وفيما يلي بيان هذه المواضع:

أولا: السكت على ألف: "عوجًا" من قوله تعالى: {وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا، قَيِّمًا} بالكهف١.

ثانيًا: السَّكْت على ألف: "مرقدنا" من قوله سبحانه: {قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا} بـ"يس"٢.

ثالثًا: السَّكْت على نون: "من" من قوله تعالى: {وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ} بالقيامة٣.

رابعًا: السَّكت على لام: "بل" من قوله عَزَّ مِنْ قائل: {كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ} بالمطففين٤ وعلامة السكت في المصحف وضع "س" على الكلمة المطلوب السكت عليها كما ترى في الأمثلة.

وقد أشار الإمام الشاطبي إلى هذه المواضع بقوله:

وسكتة حفص دون قطع لطيفة ... على ألف التنوين في عوجا بَلا

وفي نون من راق ومرقدنا ولا ... م بل ران والباقون لا سكت موصلا

كما روي السكت عن حفص جوازًا في موضعين:

أولا: السَّكت بين سورتي الأنفال وبراءة، وهو أحد أوجه ثلاثة سبق الكلام عليها وهي القطع والسكت والوصل.

ثانيًا: السكت على الهاء في "ماليه" من قوله تعالى: {مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ، هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ} ٥ بالحاقة فيجوز لحفص السكت وعدمه في حالة الوصل، والسكت هو المقدَّم في الأداء.


١ الآية: ١، ٢.
٢ الآية: ٥٢.
٣ الآية: ٢٧.
٤ الآية: ١٤ وسيأتي الكلام على الحكمة من السكت الواجب ص٢٩٣.
٥ الآية: ٢٨، ٢٩.

<<  <   >  >>