للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في مفهوم السلف؛ إذ لا يمكن إدخالهم في مفهوم السلف -زمنيًا؛ إلا على رأيه هذا، إذ كلهم كانوا بعد القرون الثلاثة، باستثناء الإمام الأشعري الذي توفي سنة ٣٢٤ هـ. والله تعالى أعلم.

والذي أصبح على مذهب الإمام أحمد١ بعد رجوعه عن الاعتزال وقول ابن كلاب. والمنتسبون إليه ينتسبون إلى مذهب تركه.

هل التحديد الزمني كاف لتحديد مفهوم "السلف"؟

إذا قلنا بأن المراد بالسلف زمنيًا هم أهل القرون الثلاثة المفضلة، استئناسًا بالأحديث الواردة في تعيين القرون المفضلة، ولأنا نرى من يذكر السلف بالاسم لا يخرج عن إطار القرن الثالث كما تقدم في كلام الدكتور خفاجي.

فهل نعتبر كل من عاش في هذه القرون سلفًا يقتدي به؟

لا شك أن الإجابة على هذا التساؤل هي النفي؛ وذلك لما نعلمه جميعًا من وجود الكثير من أئمة أهل البدع والأهواء في تلك الحقبة.

ففيها خرجت الخوارج في عهد الخليفة الراشد الرابع علي بن أبي طالب رضي الله عنه؛ حيث اعترضوا على التحكيم سنة ٣٧ هـ فكان بداية خروجهم.

وفيها ظهر التشيع والرفض على يد ابن سبأ اليهودي الذي ادعى الإسلام وزعم محبة آل البيت.

وفيها نبتت فتنة القدرية على يد معبد الجهني "ت ٨٠ هـ".

وفيها أيضًا ظهرت بدعة الإرجاء وكان من زعماء المرجئة الأوائل غيلان


١ كما صرح بذلك في مصنفاته التي ألفها بعد رجوعه كالإبانة، والمقالات: انظر: المقالات ١/ ٣٤٥- ٣٥٠، والإبانة ص ٢٠ وما بعدها.

<<  <   >  >>