للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الثاني: في بيان أهل التشبيه والتمثيل]

...

المبحث الثاني: في بيان قول أهل التشبيه والتمثيل

وهم صنفان: كما تقدم.

صنف شبهوا المخلوق بالخالق. ومن هذا الصنف؛ السبأية١ من غلاة الروافض: الذين شبهوا عليًا رضي الله عنه بالله، وجعلوه إلهًا وقالوا: أنت الله حتى حرقهم بالنار على ذلك٢.

وليس من غرضنا هنا الحديث عن هذا الصنف؛ لأنا إنما نريد معرفة قول النصف الثاني: وهم الذين شبهوا الخالق بالمخلوق، وجعلوا ما ورد من صفات الله جل وعلا مماثلًا ومشابهًا لصفات المخلوقين.

وهذا النوع من التشبيه يكثر في الراوفض؛ بل هم أهله.

فإن من أشهر من قال بهذا النوع من التشبيه منهم: هشام بن الحكم الرافضي٣ الذي شبه معبوده بالإنسان، وزعم أنه سبعة أشبار بشبر نفسه.

وأنه جسم طويل عريض وروى عنه أنه كسبيكة الفضة"٤.


١ وهم فرقة من غلاة الرافضة، ينسبون إلى عبد الله بن سبأ الذي قال لعلي رضي الله عنه أنت الله، وكان يهوديًا ثم أظهر الإسلام، وكاد للإسلام كيدًا عظيمًا، انظر عن هذه الفرق: الشهرستاني الملل ١/ ١٧٤، والبغدادي الفرق بين الفرق ٢٣٣.
٢ انظر: الفرق بين الفرق ٢٢٥ بتصرف.
٣ وهو هشام بن الحكم الشيباني، كان من كبار الرافضة ومشاهيرهم، ومتكلميهم، وكان مجسمًا، مشبهًاِ.
قال ابن النديم: مات بعد نكبة البرامكة، وقيل في خلافة المأمون انظر: الفهرست ٢٢٣- ٢٢٤، وانظر ترجمته في لسان الميزان لابن حجر ٦/ ١٩٤.
٤ انظر: البغدادي، الفرق بين الفرق ٢٢٧، والشهرستاني، الملل ١/ ٨٤.

<<  <   >  >>