للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقول الدكتور الصباغ: "ولو أردنا أن نناقض القائلين بهذه التسمية ونسألهم عن مسوغات إطلاق مثل هذا اللقب على من كان متبعًا لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لأعياهم الجواب، والحق أن هذه التسمية بهم ألصق؛ لأن العامي هو الذي يعطل عقله ويصدق كل ما يقال له، ولو كن مما يصادم الحسن١، كما تجد في أقوالهم التي يدعون بها العصمة لغير الأنبياء، وزعمهم أن هناك باطنًا للنصوص الدينية غير الظاهر، وأن هذا الباطن لا يعرفه إلا أئمتهم.

إن هذا وأمثاله من العاقئد والسلوك هو الذي يجعل المتصف به جديرًا بأن يدعي عاميًا"٢.

وأما لقب "الجمهور"؛ فقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية عن الرافضة أنهم يسمون أهل السنة "الجمهور"٣، والجمهور في اللغة: الرمل الكثير المتراكم، وجمهور كل شيء، معظمه، وجمهور الناس جلهم٤ والمراد به في إطلاق الرافضة عامة الناس وهو غير الأعيان والمتميزين فيهم؛ فهو بمعنى العامة عندهم ومرادف له.

والحق أنه لا مستند للرافضة في نبز أهل السنة بهذه الألقاب، إلا ما تكنه صدورهم من غل وحقد على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن اتبعهم بإحسان، وما أشبه قولهم هذا يقول أولئك القوم الذين قالوا: {لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ} ٥، وهؤلاء قالوا: ليس عليهم في العامة سبيل واستباحوا منهم الأنفس والأموال والأعراض، يقول الخميني: "والأقوى إلحاق الناصب بأهل الحرب في


١ بل والنص أيضًا؛ فإن القوم لا عقل لهم صريح، ولا معهم نقل صحيح.
٢ د. محمد لطفي الصباغ، أبو نعيم وكتابه الحلية ص ٤٩ حاشية "٢"، ط. الثانية ١٣٩٨ هـ.
٣ انظر: الفتاوى ٣/ ١٨٦، وبيان تلبيس الجهمية ١/ ٢٤٤.
٤ ابن منظور: لسان العرب ٤/ ١٩٤.
٥ سورة آل عمران آية ٧٥.

<<  <   >  >>