للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١- يراد به العامة الذين هم حشور الناس١، ورذالتهم وجمهورهم، وهم غير الأعيان والمتميزين، وهم عند الشيعة والروافض السواد الأعظم من هذه الأمة، كما جاء في "فرق الشيعة: للنوبختي"؛ حيث نبز كل من لم يقل بإمامة علي رضي الله عنه بعد النبي صلى الله عليه وسلم بأنه من أهل الحشو: "فلما قتل علي رضي الله عنه- التقت الفرقة التي كانت معه والفرقة التي كانت مع طلحة والزبير وعائشة -رضي الله عنهم- فصاروا فرقة واحدة مع معاوية بن أبي سفيان؛ إلا القليل منهم من شيعته٢ ومن قال بإمامته بعد النبي صلى الله عليه وسلم -وهم السواد الأعظم وأهل الحشو وأتباع الملوك وأعوان كل من غلب؛ أعني الذين التقوا مع معاوية"٣.

٢- يراد به: رواة الأحاديث من غير تمييز لصحيحها من سقيمها:

قال ابن الوزير: "فإن الحشوية إنما سموا بذلك؛ لأنهم يحشون الأحاديث التي لا أصل لها في الأحاديث المروية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أي: يدخلونها فيها وليست منها".

ونقل عن صاحب كتاب٤ "ضياء الحلوم" قوله: "إن الحشوية سموا بذلك لكثرة قبولهم الأخبار من غير إنكار"٥.

وقد بين ابن الوزير براءة أهل الحديث والسنة من هذا اللقب؛ فقال "فأكثر عامة المسلمين لا يدرون من الحشوية؟ ولا يعرفون أن هذه النسبة غير


١ انظر: ابن تيمية: منهاج السنة ٢/ ٤١٥- ٤١٦، "بتحقيق محمد رشاد سالم، ط. المدني".
٢ لم يكن في الصحابة شيعة بالمعنى المتعارف عليه عند الرافضة.
٣ ص٦، بتصحيح هـ. ريتر. "ط. الدولة- استانبول ١٩٣١ م".
٤ وهو: محمد بن نشوان بن سعيد الحميري. انظر: الروض الباسم ١/ ١٢٠، "ط. دار المعرفة - بيروت ١٣٩٩ هـ".
٥ انظر: الروض الباسم في الذب عن سنة أبي القاسم ١/ ١٢٠.

<<  <   >  >>