للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولا يشكل على تفضيله صلى الله عليه وسلم على غيره من الأنبياء والمرسلين، ما ورد من قوله صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة: "لا تخيروني على موسى فإن الناس يصعقون فأكون أول من يفيق فإذا موسى باطش بجانب العرش؛ فلا أدري أكان فيمن صعق فأفاق قبلي أو كان ممن استثنى الله" ١، وقوله صلى الله عليه وسلم في رواية أخرى: "لا تفضلوا بين الأنبياء" ٢، وقوله صلى الله عليه وسلم: "لا ينبغي لعبد أن يقول: إني خير من يونس بن متى" ٣.

فإن المراد بالنهي: التفضيل المؤدي إلى تنقص المفضول من الأنبياء وهذا غير لازم لتفضيل النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنهم أفاضل وهو أفضلهم من غير نقص أو تنقص لمكانتهم صلوات الله وسلامه عليهم.

وقال بعض أهل العلم: "المراد بالنهي: التفضيل المؤدي إلى الخصومة والتنازع، وقال بعضهم: أنه صلى الله عليه وسلم نهى عن تفضيله على موسى أو غيره من الأنبياء تواضعًا وتأدبًا؛ وإلا فهو أفضلهم"٤.

عموم رسالته:

وإن من أعظم ما به فضل نبي هذه الأمة صلوات الله وسلامه عليه، ما خصه الله به، من عموم البعثة، وشمول الرسالة لجميع الأمم، وليس ذلك لأحد قبله من إخوانه الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام.


١ خ: الأنبياء، باب وفاة موسى ٦/ ٤٤١، ح ٣٤٠٨.
٢ هو رواية أخرى لحديث أبي هريرة قبله.
انظر: الفتح ٦/ ٤٤٤، وتخريج الألباني لشرح الطحاوية ص١٧١.
٣ خ: أحاديث الأنبياء، باب قول الله تعالى: {وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ} ، ٦/ ٤٥٠، ح ٣٤١٣.
٤ انظر: تفصيل ذلك في المراجع التالية: فتح الباري ٦/ ٤٤٦، وشرح النووي على مسلم ١٥/ ٣٨، وتفسير القرآن العظيم لابن كثير ١/ ٤٤٩، وشرح العقيد الطحاوية ص١٧١ وما بعدها.

<<  <   >  >>