فاليهود وصفوا الرب بصفات النقص التي يختص بها المخلوق، وشبهوا الخالق بالمخلوق؛ فقالوا: إنه بخيل، وإنه فقير، وإنه لما خلق السماوات والأرض تعب فاستراح يوم السبت. إلى غير ذلك من قبيح قولهم.
والنصارى: وصفوا المخلوق بصفات الخالق التي يختص بها؛ فشبهوا المخلوق بالخالق؛ حيث قالوا: إن الله هو المسيح ابن مريم، وإن الله ثالث ثلاثة، وقالوا: المسيح ابن الله، وقالوا: إنه يخلق ويرزق ويغفر ويرحم ويتوب على الخلق ويثيب ويعاقب.
والمسلمون: وحدوا الله عز وجل، ووصفوه بصفات الكمال، ونزهوه عن جميع صفات النقص، وأن يشابهه أو يماثله شيء من المخلوقات في شيء من الصفات، وقالوا: ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته١.
٢- في أنبياء الله ورسله:
فهذه الأمة في هذا الباب أيضًا وسط بين اليهود والنصارى.
فاليهود: قتلوا الأنبياء والذين يأمرون بالقسط من الناس، ورموهم بارتكاب الكبائر، وكذبوهم، وجفوهم، واستكبروا عن اتباعهم.
والنصارى: غلوا فيهم فاتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابًا من دون الله، والمسيح ابن مريم.
وأما المسلمون: فأنزلوهم منازلهم وعزروهم ووقروهم، وصدقوهم ولم يكذبوهم وأحبوهم وأطاعوهم وآمنوا بهم جميعًا عبيدًا لله رسلًا مبشرين ومنذرين، ولم يعبدوهم أو يتخذوهم أربابًا من دون الله.
١ راجع: شيخ الإسلام ابن تيمية، منهاج السنة ٥/ ١٦٨- ١٦٩، والوصية الكبرى ص ١٤.