للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والآخرة، والأنبياء إخوة لعلات أمهاتهم شتى ودينهم واحد" ١.

قال الحافظ ابن حجر: "ومعنى الحديث: أن أصل دينهم واحد وهو التوحيد وإن اختلفت فروع الشرائع. وقيل المراد: أن أزمنتهم مختلفة"٢.

وقال الحافظ ابن كثير في معنى الحديث: "أي: القدر المشترك بينهم وهو عبادة الله وحده لا شريك له، وإن اختلفت شرائعهم ومناهجهم لقوله تعالى: {لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا} ٣، ٤.

وكل الأنبياء أخبروا بأنهم مسلمون ودعوا قومهم للإسلام٥؛ لأنه الدين الحق الذي لا يقبل الله غيره {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْأِسْلامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ} ٦، {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْأِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} ٧.

وهذا يدل على أن دين جميع الأنبياء واحد وهو الإسلام ودعوتهم واحدة وهي الدعوة لتوحيد الله عز وجل وإفراده بالعبادة، على هذا مضى رسل الله والمسلمون من أممهم.

ولكن قومهم غيروا وبدلوا بعدهم، وحرقوا وأدخلوا في دين الله ما لم يأذن


١ خ: كتاب أحاديث الأنبياء، باب {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا} ٦/ ٤٧٨، ح ٣٤٣٤.
٢ فتح الباري ٦/ ٤٨٩.
٣ سورة المائدة: آية ٤٨.
٤ تفسير القرآ، العظيم ٧/ ١٨٣.
٥ انظر مثلًا الآيات: ٦٧، ٥٢، من سورة آل عمران، والآيات ١٢٨، ١٣٢ من سورة البقرة، وسورة المائدة: آية ١١١، والآيات ٣١، ٤٢، ٤٤، ٩١، وسورة يونس: آية ٨٤.
٦ سورة آل عمران: آية ١٩.
٧ سورة آل عمران: آية ٨٥.

<<  <   >  >>