للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ} ١.

ثم ما لبثوا أن أعلنوا خذلانه، وعدم القتال معه، وخلوا بينه وبين عدوه فـ {قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُون} ٢.

فكان جزاءهم التيه في الأرض أربعين سنة {قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ} ٣.

الأمر الثالث:

أنهم تنقصوا بعض الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، ورموهم بارتكاب كبائر الذنوب، وألصقوا بهم كل رذيلة، وكتابهم الذي بين أيديهم ويزعمون أنه التوراة، يفوح بألوان من المخازي، وينضح بالكثير من البهت، والأذى الذي عرف به يهود، لم يسلم من كبار أنبيائهم فضلًا عن غيرهم ممن بعث فيهم، وهاته نماذج مما رموا به بعض الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام فمن ذلك:

١- أنهم نسبوا إلى بعض أنبيائهم: الإعانة على الشرك بالله وعبادة غيره وتسهيل سبيل ذلك لقومهم.

فنسبوا لهارون عليه السلام أنه صنع لهم العجل، الذي عبدوه من دون الله، جاء في "سفر الخروج": "ولما رأى الشعب أن موسى أبطأ في النزول من الجبل اجتمع الشعب على هارون وقالوا له: قم أصنع لنا آلهة تسير أمامنا؛ لأن هذا موسى الرجل الذي أصعدنا من أرض مصر لا نعلم ماذا أصابه. فقال لهم


١ سورة المائدة آية ٢٢.
٢ سورة المائدة ٢٤.
٣ سورة المائدة ٢٦.

<<  <   >  >>