للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هذا سليمان النبي الكريم، الذي لم يقر ملكه سبأ وقومها على عباده الشمس والقمر من دون الله، وبذل ما في وسعه لهدايتهم إلى عبادة الله رب العالمين؛ فأظهر لها من آيات الله التي أتاه ما حدى بها إلى الهداية والإسلام فقالت: {رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} ١.

ومع ذلك ينسب إليه اليهود الميل إلى عبادة الأصنام والإذعان لرغبة نسائه في ذلك. سبحانك اللهم هذا بهتان عظيم.

٢- نسبتهم لبعض الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام شرب الخمر وارتكاب فاحشة الزنا والقتل.

فنسبوا إلى أبي الأنبياء نوح عليه السلام أنه شرب الخمر حتى سكر وثمل وانكشفت سوءته، كما جاء في "سفر التكوين": "وابتدأ نوح يكون فلاحًا وغرس كرمًا وشرب من الخمر فسكر وتعرى داخل خبائه فأبصر حام أبو كنعان عورة أبيه وأخبر أخويه خارجًا؛ فأخذ سام ويافث الرداء ووضعاه على أكتافها ومشيا إلى الوراء وسترا عورة أبيهما ووجهاهما إلى الوراء؛ فلم يبصرا عورة أبيهما؛ فلما استقظ نوح من خمرة علم ما فعل به ابنه الصغير فقال ملعون كنعان عبد العبيد يكون لإخوته٢.

هكذا يصور كتاب اليهود المقدس نوحًا عليه السلام الذي مكث في قومه ألف سنة إلا خمسين عامًا يدعوهم إلى الله ليلًا ونهارًا سرًا وجهارًا، في صورة فاسق لا يفيق من السكر، قاتلهم الله أنى يؤفكون.

ونسبوا إلى نبي الله لوط عليه السلام الزنى بابنتيه؛ فقالوا: إن ابنتيه تأمرنا عليه وأسقتاه خمرًا حتى ثمل وزنى بهما وحملتا منه.


١ سورة النمل آية ٤٤.
٢ سفر التكوين، الإصحاح ٩ فقرة ١٨- ٢٦.

<<  <   >  >>