للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فإنها لاتكفر من أذنب منهم، وتكفر من أذنب من غيرهم، وأن مرتكبي الكبائر مخلدون في النار معذبون بعذاب أهل النار"١.

ب- قول المعتزلة:

يتلخص قولهم في مركتب الكبيرة في الأمور التالية:

- خروجه من مسمى الإيمان، لا إلى الكفر؛ ولكن إلى منزلة بينهما.

- حكمه في الدنيا: حكم باقي المسلمين في حرمة الدم والعرض والمال، والتوارث ونحو ذلك.

- حكمه في الآخرة: دخول النار، والخلود فيها، لكن يكون عذابه دون عذاب الكفار فيها.

ولنضع الآن لقول القاضي عبد الجبار المعتزلي وهو يدون مذهب أهل نحلته فيقول: "صاحب الكبيرة له اسم بين الاسمين، وحكم بين الحكمين، لا يكون اسمه اسم الكافر، ولا سامه اسم المؤمن؛ وإنما يسمى فاسقًا.

وكذلك فلا يكون حكمه حكم الكافر، ولا حكم المؤمن؛ بل يفرد به حكم ثالث"٢.

وقال في موضع آخر: "وجملة القول في ذلك أن الغرض بهذا الباب -أي: باب المنزلة بين المنزلتين - هو أن صاحب الكبيرة لا يسمى مؤمنًا ولا كافرًا؛ وإنما يسمى فاسقًا"٣.

وقال في بيان وجه عدم تسميته مؤمنًا: "والذي يدل على الفصل الأول،


١ البرهان ص ١٩.
٢ انظر: شرح الأصول الخمسة ص ٦٩٧.
٣ انظر: شرح الأصول الخمسة ص ٧٠١.

<<  <   >  >>