اتفاقهم على ذلك فقال:"ومما اتفقوا عليه. قولهم: إن حال الفاسق الملِّي منزلة بين منزلتين، لا هو مؤمن ولا هو كافر، وأنه إذ خرج من الدنيا قبل أن يتوب يكون خالدًا مخلدًا في النار مع جملة الكفار، ولا يجوز لله تعالى أن يغفر له أو يرحمه"١.
ومن خلال هذا العرض لقولي الخوارج والمعتزلة نلاحظ اتفاق الفريقين في صاحب الكبيرة على أمور:
الأول: سلب اسم الإيمان عنه.
الثاني: الحكم بأنه من أهل النار وأنه خالد فيها؛ إلا أن عذابه فيها دون عذاب الكفار عند المعتزلة.
واختلفوا في أمرين:
الأول: في اسمه.
الثاني: في حكمه في الدنيا.
فسمته الخوارج كافرًا، على الخلاف المذكور بينهم في نوع كفره، كما تقدم.
وقال المعتزلة: لا نسميه مؤمنًا، ولا كافرًا؛ بل هو عندنا فاسق في منزلة بين الكفر والإيمان.
وأما حكمه في الدنيا؛ فالمعتزلة: تجري عليه أحكام المسلمين كما تقدم.
وأما الخوارج: فهم في ذلك فريقان كما تقدم:
طائفة: تجري عليه أحكام الكفار، فتبيح دمه وماله.
١ انظر: التبصير في الدين ص ٦٥، وانظر أيضًا الشهرستاني: الملل والنحل ١/ ٤٨.