للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الزهد١، إمام في الورع، إمام في السنة٢.

وقال عبد الرحمن بن مهدي٣: "الناس على وجوه، فمنهم من هو إمام في السنة، إمام في الحديث، ومنهم من هو غمام في الحديث؛ فأما من هو إمام في السنة وإمام في الحديث فسفيان الثوري٤"٥.

ويشرح لنا الإمام ابن الصلاح٦ الفرق بين السنة والحديث عندما سئل


= رواية أخرى أنه قال: ما أعدل بالصبر على الفقر شيئًا.
قلت: وهو الأشبه بمثل الإمام؛ فإن الفقر قد تعوذ الرسول صلى الله عليه وسلم منه؛ فكيف لا يعدل الإمام أحمد به شيئًا ويفرح به، أما الصبر عليه إذا ابتلي به فلذلك مما يحمد، وعليه يخرج قول الإمام أحمد رحمه الله.
انظر: ابن الجوزي، مناقب الإمام أحمد "ط. الثالثة، ١٤٠٢ هـ، نشر: دار الآفاق"، ص٢٧٣.
١ الزهد في اللغة: ضد الرغبة والحرص على الدنيا، والزهد في الشرع: هو ترك الرغبة فيما لا ينفع في الدار الآخرة، وهو فضول المباح التي لا يستعان بها على طاعة الله.
ابن تيمية: الفتاوى ١٠/ ٢١.
وكان الإمام أحمد إمامًا في ذلك فكان يقول: إنما هو طعام دون طعام ولباس دون لباس، وصبر أيامًا قلائل، ابن الجوزي، مناقب الإمام أحمد، ص٢٤٨.
٢ القاضي أبو الحسين محمد بن أبي يعلى. طبقات الحنابلة "نشر: دار المعرفة"، ١/ ٥.
٣ هو ابن حسان العنبري مولاهم أبو سعيد البصري حافظ عارف بالرجال والحديث "١٣٥- ١٩٨ هـ"، انظر: التقريب ١/ ٤٩٩، والتذكرة ١/ ٣٢٩.
٤ هو سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري، شيخ الإسلام وأمير المؤمنين في الحديث، مات سنة ١٦١.
انظر: التذكرة ١/ ٢٠٣، والتقريب ١/ ٣١١.
٥ انظر: اللالكائي، شرح أصول اعتقاد أهل السنة ١/ ٦٣.
٦ هو: تقي الدين ابن الصلاح الحافظ شيخ الإسلام أبو عمر عثمان بن عبد الرحمن الشهروزي، ولد سنة ٥٧٧، ومات سنة ٦٤٣ هـ، قال ابن خلكان: كان أحد فضلاء عصره في التفسير والحديث والفقه وأسماء الرجال وما يتعلق بعلم الحديث ونقل اللغة. وكانت فتاويه مسددة.
انظر: وفيات الأعيان، "بتحقيق د. إحسان عباس. نشر: دار صادر"، ٣/ ٢٤٣، وانظر: شذرات الذهب ٥/ ٢٢١.

<<  <   >  >>