كتاب وسطية أهل السنة بين الفرق

المبحث الأول: في معنى القدر وحكمه - أولا: معنى القدر - ص: 362

القدر في الشرع:

يراد به: أن الله تبارك وتعالى قدر الأشياء في القدم، وعلم سبحانه أنها ستقع في أوقات معلومة عنده سبحانه وتعالى، وعلى صفات مخصوصة؛ فهي تقع على حسب ما قدرها سبحانه وتعالى. قاله الإمام النووي١.

وقال الحافظ ابن حجر: "والمراد؛ أي: بالقدر- أن الله تعالى علم مقادير الأشياء وأزمانها قبل إيجادها، ثم أوجد ما سبق في علمه أنه يوجد؛ فكل محدث صادر عن علمه وقدرته، وإرادته، -قال- هذا هو المعلوم من الدين بالبراهين القطعية؛ وعليه كان السلف من الصحابة وخيار التابعين إلى أن حدثت بدعة القدر في أواخر زمن الصحابة"٢.

---

١ انظر: شرح صحيح مسلم ١/ ١٥٤.
٢ انظر: فتح الباري ١/ ١١٨.