للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العجز والكيس١، أو الكيس والعجز"٢. قال طاووس: "أدركت ناسًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون "كل شيء بقدر"٣.

وعند اللالكائي عنه قال: "أدركت ثلاثمائة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون: كل شيء بقدر"٤، وذكر اللالكائي ممن يقول بذلك عددًا من أئمة التابعين وفقهاء الأمصار٥.

وقال الحافظ ابن حجر: "ومذهب السلف قاطبة أن الأمور كلها بتقدير الله تعالى"٦.

حقيقة القدر الذي يجب الإيمان به:

أعلم أنه لا يعد المرء مؤمنًا بالقدر حتى يؤمن بمراتبه الأربع التي هي بمثابة الأركان منه، من أخل بإحداها؛ فليس هو بمؤمن بالقدر حقيقة.

الأولى: علم الله سبحانه بالأشياء قبل كونها؛ فيجب الإيمان "بأن الله عز وجل لم يزل عالمًا بالخلق وأعمالهم قبل أن يخلقهم، ولا يزال عالمًا بهم، ولم يزدد في علمه بكينونة الخلق خردلة واحدة"٧.

ومن الأدلة على تقدم عللمه عز وجل، قوله سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْم


١ الكيس: ضد العجز، وهو النشاط والحذق بالأمور، قال النووي، انظر: شرح صحيح مسلم له ١٦/ ٢٠٥.
٢ م: كتاب القدر، باب كل شيء بقدر ٤/ ٢٠٤٥، ح ٢٦٥٥.
٣ نفس المصدر والجزء والصفحة.
٤ انظر: شرح أصول اعتقاد أهل السنة ٤/ ٥٣٥.٣
٥ نفس المصدر ٤/ ٥٣٥- ٥٣٨.
٦ انظر: الفتح ١١/ ٤٧٨.
٧ عثمان بن سعيد الدارمي، الرد على الجهمية، "بتحقيق بدر البدر، ص ١١٢، ط. الدار السلفية".

<<  <   >  >>