للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وبين رحمه الله أنه أصح ما وقف عليه من التعاريف١؛ وذلك أنه جامع مانمع، فيدخل في قولنا: "من لقي النبي صلى الله عليه وسلم": من طالت مجالسته له أو قصرت، ومن روى عنه أو لم يرو، ومن غزا معه أو لم يغز، ومن رآه رؤية ولو لم يجالسه، ومن لم يره لعارض كالعمى.

ويخرج بقيد الإيمان في قولنا "مؤمنًا به": من لقيه مؤمنًا بغيره، من مؤمني أهل الكتاب قبل البعثة، ولم يؤمن به.

ويدخل في قولنا: "مؤمنًا به" كل مكلف من الجن والإنس.

ويخرج بقولنا: "ومات على الإسلام": من لقيه مؤمنًا به، ثم ارتد ومات على ردته والعياذ بالله.

ويدخل فيه: من ارتد وعاد إلى الإسلام قبل أن يموت سواء اجتمع به صلى الله عليه وسلم مرة أخرى أم لا٢.

قال ابن حجر رحمه الله: "وهذا تعريف بني على الأصح المختار عند المحققين، كالبخاري وشيخه أحمد بن حنبل ومن تبعهما، وراء ذلك أقوال أخرى شاذة"٣.

منزلة الصحابة ومكانتهم في الكتاب والسنة:

إن المتأمل في كتاب الله عز وجل، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ليدرك دونما أدنى مواربة المنزلة السامية والمكانة الرفيعة التي يتبوؤها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ ذلك بأنهم آمنوا بالله ورسوله، وجاهدوا بأنفسهم وأموالهم في سبيل الله وآووا، ونصروا، فهم أصحاب رسول الله، وأصهاره، ووزراؤه وأنصاره وحملة رسالته.


١ الإصابة ١/ ٧.
٢ نفس المصدر، بتصرف يسير ١/ ٧- ٨.
٣ المصدر السابق ١/ ٨.

<<  <   >  >>