للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في غزوة الحديبية١.

فقال تعالى: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا} ٢.

فصرح سبحانه برضاه عن الصحابة الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الغزوة، وكان عددهم ألفًا وأربعمائة، وفي بعض الروايات أكثر من ذلك٣.

وأخبر صلى الله عليه وسلم بنجاتهم من النار؛ فقال: "لا يدخل النار أحد ممن بايع تحت الشجرة" ٤.

كما أخبر عز وجل عن رضاه عن السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، ومن أتبعهم بإحسان، وهذا يعم جميع الصحابة؛ فقال: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} ٥.

فصرح سبحانه برضاه عنهم، ورضاهم عنه، وبما أعد لهم من الجنات والنعيم المقيم، وفي إخباره بخلودهم في الجنة دلالة على موتهم على الإيمان والرضوان بخلاف قول أهل الزيغ والطغيان.


١ وكانت هذه الغزوة في السنة السادسة من الهجرة، كما قال ابن كثير في البداية ٤/ ١٦٦. والحديبية: قرية متوسطة -ليست بالكبيرة- سميت ببئر هناك. قاله الحموي في معجم البلدان ٢/ ٢٢٩. وانظر عن هذه الغزوة، مرويات غزوة الحديبية، للشيخ حافظ حكمي.
٢ سورة الفتح آية ١٨.
٣ لتحقيق ذلك راجع: مرويات غزوة الحديبية، حافظ حكمي ص٣٩- ٥٣، "ط. المجلس العلمي بالجامعة الإسلامية ١٤٠٦ هـ".
٤ ت: مناقب، باب فضل من بايع تحت الشجرة ٥/ ٥٩٥، ح ٣٦٨، وقال الترمذي: حسن صحيح، وقال اللالباني: صحيح. انظر: صحح الترمذي ٣/ ٢٤٠، ح ٣٠٣٣.
٥ سورة التوبة آية ١٠٠.

<<  <   >  >>