للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التقية"١. قلت: يخرج من ذلك "الزيدية"

قال السكسكي: "وقالوا -أي: الرافضة: بتفضيل علي على سائر الصحابة، وأنه الإمام بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبرؤوا من أبي بكر وعمر وكثير من الصحابة رضي الله عنهم إلا فرقة الزيدية"٢.

وفي كتبهم التصريح بالبراءة كقولهم: "واعتقادنا في البراءة انها من الأوثان الأربعة والإناث الأربع ومن جميع أشياعهم وأتباعهم وأنهم شر خلق الله، ولا يتم الإقرار بالله ورسوله والأئمة إلا بالبراءة من أعدائهم"٣.

٤- تكفيرهم جل الصحابة رضوان الله عنهم:

لم يكتف القوم بما تقدم من ألوان الجفاء والتقصير، ولم يزل حبل جفائهم ممدودًا، وعقد تقصيريهم وتفريطهم مفروطًا، حتى تقحموا دركات الهاوية، وقالوا بإكفار خيار الأمة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنهم ارتدوا بعد وفاته وكثير منهم نافق في حياته.

ذلك قولهم بأفواههم، وما كتبت أيديهم؛ فهو أمر مسطور في طروسهم، مزبور في كتبهم ومصنفاتهم، التي سطرها منهم أئمة عندهم، وآيات لهم.

من ذلك ما جاء في كتاب "الكافي" وهو أعظم كتبهم وأصحها لديهم وهو عندهم بمثابة "صحيح البخاري" عند أهل السنة، ذكر فيه عن "الرضا" أنه قال: "إن الله لم يقبض نبيه صلى الله عليه وسلم حتى أكمل له الدين، وأنزل عليه القرآن فيه تبيان كل شيء، بين فيه الحلال والحرام، والحدود والأحكام وجميع ما يحتاج إليه الناس كملا؛ فقال عز وجل: {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} ٤ وأنزل في حجة


١ الملل ١/ ١٤٦.
٢ البرهان ص ٦٥.
٣ عبد الله شبر، حقي اليقين ٢/ ٢٧٦.
٤ سورة الأنعام آية ٣٨.

<<  <   >  >>