للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيهم، مدونًا ذلك في أحدث مصنفاته فيقول: "فإن للإمام مقامًا محمودًا، ودرجة سامية، وخلافة تكوينية تخضع لولايتها جميع ذرات هذا الكون، وإن من ضروريات مذهبنا أن لأئمتنا مقامًا لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل - إلى أن قال: وقد ورد عنهم " ... " أن لنا مع الله حالات لا يسعها ملك مقرب ولا نبي مرسل، ومثل هذه المنزلة موجودة لفاطمة الزهراء " ... "١.

وهكذا يظهر مدى غلو القوم ومثابرتهم على ذلك. وأن متأخريهم ليسوا بأحسن حالًا من سابقيهم إن لم يكونوا أضل وأردى.

٥- ومن مظاهر غلوهم زعمهم أن الإمام محدث يوحى إليه ملك:

عقد الكليني بابًا في كتابه "الكافي" بعنوان "باب الفرق بين الرسول والنبي والمحدث"٢، وأورد تحته عددًا من الروايات التي تدل على أن الإمام يسمع كلام الملك ولا يراه؛ بينما النبي والرسول يسمعه ويراه.

فروى عن زرارة بن ميمون قال: "سألت أبا جعفر عن قول الله عز وجل {وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا} ٣، ما الرسول؟ وما النبي؟ قال النبي الذي يرى في منامه ويسمع الصوت ولا يعاين الملك، والرسول الذي يسمع الصوت ويرى في المنام ويعاين الملك.

قلت: الإمام ما منزلته؟ قال: يسمع الصوت ولا يرى ولا يعاين الملك، ثم تلا هذه الآية: "وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث٤، ٥.


١ الخميني: الحكومة الإسلامية ص٥٢- ٥٣، نشر المكتبة الإسلامية الكبرى.
٢ انظر: الكافي ١/ ١٣٤.
٣ سورة مريم، جزء من آيتي ٥١ و ٥٤.
٤ الآية من سورة الحج آية ٥٢، وليس فيها جملة "ولا محدث"؛ وإنما ذلك من تحريفات الشيعة الرافضة وزيادتهم في كتاب الله عز وجل.
٥ الكافي ١/ ١٣٤.

<<  <   >  >>