للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقالوا في ذلك أقوالًا شنيعة مستكرهة. كقول بعضهم: "معاشر الأنبياء أوتيتم اللقب، وأوتينا ما لم تؤتوه"١.

وقول أبي يزيد البسطامي٢: "تا الله إن لوائي أعظم من لواء محمد صلى الله عليه وسلم، لوائي من نور تحته الجان والإنس كلهم من النبيين"٣.

ومنه قوله بعضهم -شعرًا- في تفضيل مقام الولاية على مقام النبوة والرسالة:

مقام النبوة في برزخ ... فويق الرسول ودون الولي٤

ومن ذلك اختراعهم لقب خاتم الأولياء مضاهاة لخاتم الأنبياء وجعله أفضل من الأنبياء: "وأول من ذكره محمد بن علي الحكيم الترمذي٥، وقد انتحله طائفة كل منهم يدعي أنه خاتم الأولياء. وكل منهم يدعي أنه أفضل من النبي صلى الله عليه وسلم من بعض الوجوه"٦.


١ انظر: عبد الكريم الجبلي، الإنسان الكامل ١/ ١٢٤، اقتبسه إحسان إلهي. انظر: التصوف ص١٨٨.
٢ أبو يزيد البسطامي هو: طيفور بن عيسى، شيخ الصوفية، قال الذهبي: "وله نبأ عجيب وحال غريب، قال: وقد نقلوا عن أبي يزيد أشياء الشأن في صحتها عنه، منها "سبحاني، و"ما في الحبة إلا الله"، مات سنة إحدى وستين ومائتين" ميزان الاعتدال ٢/ ٣٤٦- ٣٤٧.
٣ لطائف المتن والأخلاق للشعراني، اقتبسه إحسان إلهي، التصوف ص١٨٨.
٤ طبقات الشعراني ١/ ٦٨، "ط. دار العلم للجميع"، التصوف ص١٨٨.
٥ وهو محمد بن علي بن الحسن بن بشير الترمذي المؤذن المعروف بالحكيم، صاحب كتاب نوادر الأصول المشهور، وله كتاب ختم الولاية وعلل الشريعة، هجر بسببه في ترمذ آخر عمره.
قال ابن حجر: ومما أنكر عليه أنه كان يفضل الولاية على النبوة، وقال: عاش إلى حدود العشرين وثلاثمائة، وعاش نحوًا من تسعين سنة، والله أعلم، لسان الميزان ٥/ ٣٠٨- ٣١٠.
٦ ابن تيمية، الفتاوى ١١/ ٤٤٤. وانظر أيضًا: ٢٢٣.

<<  <   >  >>