للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الفقه والنظر -لا يذكرون إلا بالجميل ومن ذكرهم بسوء فهو على غير السبيل"١.

٢- ويرون أن المؤمنين الصالحين المتقين، هم أولياء٢ الله الذين قال فيهم: {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ، الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} ٣ فكل من كان تقيًا كان لله وليًا، كما يقول الحافظ ابن كثير٤.

يقول الإمام الطحاوي: "والمؤمنون كلهم أولياء الرحمن، وأكرمهم عند الله أطوعهم وأتبعهم للقرآن"٥.

فالطريق إلى ولاية الله هو الإيمان واتباع القرآن والسنة، وكل من ادعى الولاية أو رامها من غير هذا الطريق فهو على غير سبيل المؤمنين.

والمؤمنون يتفاضلون في ولاية الله تفاضلهم في الإيمان والتقوى٦.

٣- يؤمن أهل السنة بكرامات٧ الأولياء، وما يجريه الله على أيدي


١ انظر: العقيدة الطحاوية بشرح ابن أبي العز ٤٣٢، ٥٥٤.
٢ الولي: ضد العدو، كما في الصحاح ٦/ ٢٥٢٩. قال شيخ الإسلام: والولاية ضد العداوة، وأصل الولاية: المحبة والقرب، وأصلا لعداوة: البغض والبعد، وقد قيل: إن الولي سمي وليًا من موالاته للطاعات؛ أي: متابعته لها، والأول أصح، الفرقان٦.
والمراد بالولي: العالم بالله تعالى، المواضب على طاعته، المخلص في عبادته؛ قاله الحافظ ابن حجر، الفتح ١٣/ ٢٩٣.
وقال الشوكاني: وهذا التفسير للولي، هو المناسب لمعنعنددى الولي المضاف إلى الرب سبحانه. قطر الولي على حديثا ولي ص ٢٣٧، "بتحقيق د. إبراهيم هلال، نشر: دار إحياء التراث - بيروت".
٣ سورة يونس آية ٦٢- ٦٣.
٤ تفسير القرآن العظيم ٤/ ٢١٣.
٥ انظر: العقيدة الطحاوية، بشرح ابن أبي العز ٤٠٢، ٤٠٦.
٦ راجه ابن تيمية، الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان ٣٣.
٧ الكرامة: أمر خارق للعادة يجريه الله على يد ولي من أوليائه، والفرق بيننها وبين المعجزة: أن المعجزة تكون مقرونة بدعوى الرسالة بخلاف الكرامة. انظر: شرح الواسطية، للهراس ١٥٢.

<<  <   >  >>