للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقول: أبو القاسم النصر أباذي١: "بلغني أن الحارث المحاسبي تكلم في شيء من الكلام فهجره أحمد بن حنبل فاختفى، فلما مات لم يصل عليه؛ إلا أربعة نفر"٢.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وأما الحارث المحاسبي فكان ينتسب إلى قول ابن كلاب، ولهذا أمر أحمد بهجره، وكان أحمد يحذر من ابن كلاب وأتباعه"٣.

وقال: "والإمام أحمد بن حنبل وغيره من أئمة السنة كانوا يحذرون من هذا الأصل الذي أحدثه ابن كلاب ويحذرون من أصحابه".

وهذا هو سبب تحذير الإمام أحمد عن الحارث المحاسبي ونحوه من الكلابية٤.

وقال الإمام أبو بكر ابن خزيمة "ت ٣١١ هـ" لما قال له أبو علي الثقفي٥: "ما الذي أنكرت أيها الأستاذ من مذاهبنا حتى نرجع عنه؟


١ وهو إبراهيم بن محمد بن أحمد بن محمويه الخراساني النصرآباذيِ، كان عالمًا بالحديث، وكان من شيوخ الصوفية في وقته، نزل مكة وتوفي بها سنة ٣٦٧ هـ. انظر ترجمته: الخطيب البغدادي: تاريخ بغداد ٦/ ١٦٩، والسمعاني: الأنساب ٥/ ٤٩٢، والذهبي: سير أعلام النبلاء ١٦/ ٢٦٣.
٢ الذهبي: ميزان الاعتدال ١/ ٤٣٠، وابن حجر: تهذيب التهذيب ٢/ ١٥٣.
٣ درء تعارض العقل والنقل ٢/ ٦.
٤ الفتاوى ١٢/ ٣٦٨.
٥ وهو: محمد بن عبد الوهاب بن عبد الرحمن، أبو علي الثقفي، ذكر الحاكم أنه كان إمامًا في الفقه والكلام، والوعظ والورع، روى عنه أبو بكر ابن إسحاق "ابن خزيمة"، مات سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة.
انظر: تاج الدين أبو نصر عبد الوهاب بن علي بن عبد الكافي السبكي، طبقات الشافعية الكبرى ٣/ ١٩٢، "بتحقيق محمود الطناحي، وعبد الفتاح الحلو، ط. الأولى ١٣٨٣ هـ - ١٩٦٤".

<<  <   >  >>