للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفارق الجماعة مات ميتة جاهلية"١ والأحاديث في ذلك كثيرة.

وقد اختلف أهل العلم في المراد بالجماعة التي ورد الأمر بلزومها على أقوال نذكرها باختصار٢:

الأول: أنها السواد الأعظم من أهل الإسلام، يدل له رواية "كلها في النار إلا السواد الأعظم"٣.

الثاني: أنها جماعة العلماء المجتهدين؛ لأن الله جعلهم حجة على الخلق والناس تبع لهم في أمر الدين. وهذا قول غير واحد من الأئمة، منهم الإمام البخاري حيث قاله في "صحيحه": "باب {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} وما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بلزوم الجماعة، وهم أهل العلم"٤.

وقال الإمام الترمذي: "وتفسير الجماعة عند أهل العلم هم: أهل الفقه والعلم والحديث وروي عن ابن المبارك٥ أنه: قيل له: "من الجماعة؟ فقال: أبو بكر وعمر، قيل له: قد مات أبو بكر وعمر، قال: فلان وفلان، قيل له: قد مات فلان وفلان، قال: أبو حمزة السكري٦ جماعة٧".


١ م: كتاب الإمارة، باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين ٣/ ١٤٧٦، ح ٥٣.
٢ للتوسع انظر: الشاطبي، الاعتصام ٢/ ٢٦٠- ٢٦٥، وانظر أيضًا: ابن حجر، فتح الباري ١٣/ ٣٧.
٣ اللالكائي، شرح أصول أعتقاد أهل السنة ١/ ١٠٣- ١٠٤، ح ١٥٢. وقال محققه: سنده ضعيف.
٤ ١٣/ ٣١٦ "مع الفتح".
٥ هو: عبد الله بن المبارك، كان إمامًا حجة كثير الحديث ولد سنة ١١٨ هـ، ومات بهيت منصرفًا من الغزو سنة ١٨١ هـ. ابن سعد، الطبقات ٧/ ٣٧٢.
٦ وهو: الإمام الحجة محمد بن ميمون المروزي عالم مرو، كان من الأئمة المقتدى بهم. في زمنه. انظر ترجمته لدى: البغدادي، تاريخ بغداد ٣/ ٢٦٦، والذهبي، السير ٧/ ٣٨٥.
٧ الجامع الصحيح ٤/ ٤٦٧.

<<  <   >  >>