للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

يجلنَ بفتيانِ الوَغَى بأكفهمْ ... ردينيةٌ سمرٌ أسنتها حمرْ

إذا أجحفتْ بالناسِ شهباءُ صعبةٌ ... لها حرْجفٌ مما يقلُّ بها القترْ

سنةٌ شهباءُ: إذا لم تنبت شيئاً، بمعنى أن الشجر يشهابُّ فيها. والحرجف. الشمال الشديدة. والقتر: جمع القتار: دخان الشحم.

أراد أن هذا يقلُّ في مثل هذه السنة؛ أي قلُّ طبخُ اللحم وشيه.

نصبنا وكان المجدُ منا سجيةً ... قدروا وقد تشقى بأسيافنا الجزر

ومنا المحامي من وراءِ ذماركم ... ونمنعُ أخراكمْ إذا ضيعَ الدبر

تمت

وقال يصف إبله:

إذا نام طلحٌ أشعثُ الرأسِ دونها ... هداهُ لها أنفسها وزفيرها

الطلح: المعيي.

يقول: إذا نام معيٍ خلفها ثم طلبها استدلَّ عليها بأنفاسها وزفيرها. قال: يعني بالطلح القراد.

الزفير: ترديد النفس حتى تنتفخ الضلوع. الزفير من الصدر والشهيق من الحلق. أول نهيق

الحمار وما أشبه النهيق هو الزفير وآخره الشهيق.

عوازبُ لم تسمعْ نبوح مقامةٍ ... ولم تحتلبْ إلا نهاراً ضجورها

النبوح: ضجة الناس وجلبتهم. والمقامة: مجتمع الناس حيث يقيمون.

الضجور: التي تضج إذا احتلبتْ.

قال الأصمعي: قوله: إلا نهاراً؛ أي تطلع عليها الشمسُ فتسخنُ ظهورها وتطيبُ أنفسها؛

وجعلها هكذا لأنها لا تراح على أهلها.

إذا بركتْ لم يؤذها صوتُ سامرٍ ... ولم تقصَ عن أدنى المخاضِ قذورها

يقول: لا تبيت قريباً من الناس؛ إنما تبيت عازبةً في القفرِ. والقذور: التي لا تبيتُ مع الإبل.

ولم يرعها راعٍ ربيب ولم تزل ... هي العروةُ الوثقى لمنْ يستجيرها

يقول: لم يرعها راعِ ربيبٌ في البيت؛ إنما يرعاها من يعزب معها، ومن نزل فيها كان لها جاراً.

ومعناه: من استجار بها منعناه.

طباهنَّ حتى أطفلَ الليلُ دونها ... نفاطيرُ وسميٍّ رواءٍ جذورها

نفاطير وسميِّ: أي نبتٌ من نبتِ الوسميِّ يقع في مواضعَ من الأرض مختلفة. والجذور: الأصول.

قال أبو عمرو: النفاطير، والتفاطير: نبت متفرق.

يطفن بجون جافرٍ يتقينهُ ... بروعاتِ أذنابٍ قليلٍ عسورها

الجون هنا: الأسود، وهو الفحل. وقوله: قليلٍ عسورها؛ لأنه استبان حملها وسكنتْ. والعاسر: الشائلة؛ وإنما تسكنُ إذا حملَتْ.

<<  <  ج: ص:  >  >>