للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يسيرون حتى حبسوا عند بابه ... ثقالَ الروايا والهجانَ المتاليا

فقال لهم خيراً وأثنى عليهم ... وودعهم وداعَ أن لا تلاقيا

وأجمع أمراً كان ما بعدهُ له ... وكان إذا ما اخلولج الأمر ماضيا

اخلولج الأمر: شك فيه.

وقال لسنان بن أبي حارثة وللحارث بن عوف المريينِ:

صحا القلبُ عن سلمى وقد كادَ لا يسلو ... وأقفر من سلمى التعانيق فالثقلُ

وقد كنت من سلمى سنينَ ثمانياً ... على صيرِ أمرٍ ما يمرُّ وما يحلو

على صيرِ أمرٍ: على إشرافِ أمرٍ.

وكنتُ إذا ما جئتُ يوماً لحاجةٍ ... مضتْ وأجمتْ حاجةُ الغدِ ما تخلو

يقول: حوائجنا ما تنقضي. ويروى: حمت بالحاء. ما تخلو: أي ما تمضي.

وكل محبّ أعقبَ النأيُ قلبهُ ... سلوَّ فؤادِ غيرَ لبك ما يسلو

يروى: أعقب النأيُ لبه. قال في أول بيت: صحا القلب عن سلمى وقد كاد لا يسلو؛ أي قد

سلا. وقال في هذا البيت: غير لبك ما يسلو. وهذا تناقض في الظاهر. والمعنى: لم يسلُ في السنين الثماني المواضي.

تأوبني ذكرُ الأحبة بعدما ... هجعتُ ودوني قلةُ الحزنِ فالرملُ

فأقسمتُ جهداً بالمنازلِ من منًى ... وما سحفتْ فيه المقاديمُ والقملُ

سحفت: حلقت.

لأرتحلنْ بالفجرِ ثمَّ لأدْأبنْ ... إلى الليلِ إلاَّ أن يعرجني طفل

أي إلا أن نضع ناقتي، أو ترمي ما في بطنها؛ فذلك الذي يحبسني.

إلى معشرٍ لم يورث اللؤم جدهم ... أصاغرهم وكل فحل له نجلُ

<<  <  ج: ص:  >  >>