ثم تقدر أني أسمع عذرك وأن نمقته بفصول بيانك وشقفته بطول لسانك هيهات أن العذر المستعير ضوء الصباح بوضوحه والمستمد سنة البدر بظهوره وإذا انتهى إلى كاد الشك يعمى صفحته والريب يغطى صحيفته فكيف بمعاذير ليست لها قوادم فينهض ولا قوائم فترسخ وإنما هي ألفات مدت على جلدة الماء لا توجد حتى تعدم ولا مات خطت على صفحة الهواء إلا ترقم حتى تفقد وما الشأن في هذا وذاك بل الشأن في الشوق إليك نصل بحره ونتقلب على جمرة وأنت بريئي منه وبعيد عَنْهُ اعتصاما بالغلظة واعتلاقا بالقسوة حتى أكاد انشد:
وفيك الذي لو كان يضبط من أذى ... لخفت لديه عندنا أم ملدم
قساوة أصحاب الحديث ونوكهم ... وتيه المغنى في جنوب المعلم
حاشاك من البيتين إلا ذكر القساوة التي عَنْهَا تصدر وتورد وبها تحل وتعقد وقد وصل كتابك أيدك اللَّه فلم يند على كبدي ولا خطى بناظري ويدي وما أصنع بالكتاب والبغية كاتبه وكيف أقنع بالخطاب والمنية صاحبه وكنت أحسبك لو احتجت إلى أن تركب البحر الأخضر وتقطع الطين الأسود وتتزود الكبريت الأحمر لما طويتني ثلاث سنين.
وقد مَا قيل: أيا أهل قزوين السلام عليكم فليس لكم ولا عندكم عهد وقد ذممتك حتى أحسبني أسأت العشيرة أو الأدب غير أن القارئ