قَالَ وكان الفضل بْن العميد متكيأ فاستوي جالسا وقال هذا والله شرف أن يحدث أَبُو خليفة عن شيخ من مشائخنا مند ستين سنة فضرب ابن الجعابي بيده عَلَى ظهر الطبراني وقال استوت حرمتك يا أبا القاسم فقال الطبراني حرمتي كانت مستوية وعبدان الأهوازي وأبو خليفة والمشائخ أحياء فيفرقوا عن ذلك المجلس وقد غلب الطبراني جميعهم وكان السلطان حبس عن الطبراني ديوانه لعشر سنين.
فوقع أَبُو الفضل بْن العميد بأن يطلق له مال تلك السنين ويحمل إليه وكان يقال بدئت الكتابة بعد الحميد وختمت بابن العميد وقال له الصاحب ابن عباد وقد سأله عن بغداد عند منصرفه عَنْهُ بغداد فِي البلاد كالأستاذ فِي العباد ومدحه شعراء البلاد في عصره منتجعين ولأبي الطيب متنبي فيه قصائد سائرة وخدمه الكبر أما لمدح متقربين وللصاحب منه قواف وافرة منها لقوله:
أما تري اليوم كيف جاد لنا ... بمستهل الشؤبوب منسجمه
يحكي أبا الفضل فِي تفضله ... هيهات أن يعتري إِلَى شيمه