للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ليس بأيديهم شيء، من أموالهم. ويَمُرُّ بالْخرْبَة، فيقول لها: أخرجي كُنُوزَك. فَتَتْبَعَهُ كنوزُها كَيَعَاسِيبِ النّحْل١، ثُمَّ يدعو رجلاً مُمْتَلِئاً شباباً. فَيَضْرِبُه بالسّيف، فَيَقْطَعُهُ جِزْلَتَيْن، رَمْيَةَ الْغَرَض٢، ثمّ يدعوه فيُقْبَلُ ويَتَهَلَّلُ وَجْهُهُ، يَضْحَكُ، فَبَيْنَمُا هو كذلك إِذْ بَعَثث الله المسيحَ ابن مريم – صلّى الله عليه٣- فَيَنْزِلُ عند الْمَنَارَةِ الْبَيضَاءِ شرقي دِمَشْقَ، بَيْنَ مَهْرُودَتَيْن٤، واضعاً كَفَّيْهِ


١ كيعاسيب النّحل: (هي ذكور النّحل) ، هكذا فسّره ابن قتيبة وآخرون.
قال القاضي: "المراد: جماعة النّحل، لا ذكورها خاصّة، لكنّه كنّى عن الجماعة باليعسوب، وهو أميرها؛ لأنّه متى طار تبعته جماعته.
٢ "فيقطعه جزلتين رمية الغرض": الجزلة: بالفتح على المشهور وحكى ابن دريد كسرها، أي: قطعتين ومعنى رمية الغرض: أنّه يجعل بين الجزلتين مقدار رمية. هذا هو الظّاهر المشهور.
وحكى القاضي هذا، ثم قال: وعندي أنّ فيه تقديماً وتأخيراً، وتقديره: فيصيب إصابة رمية الغرض فيقطعه جزلتين.
والصّحيح الأوّل.
٣ لا توجد هذه الجملة في صحيح مسلم.
(فينْزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين) ، قال النّووي: "هذه المنارة موجودة اليوم شرقي دمشق، والمهرودتان: روى بالدّال المهملة والذّال المعجمة، والمهملة أكثر، والوجهان مشهوران للمتقدّمين والمتأخّرين من أهل اللّغة والغريب وغيرهم، وأكثر ما يقع في النّسخ بالمهملة، كما هو المشهور.
ومنعنَى: لابس مهرودتين، أي: ثوبين مصبوغين بورس ثم بزعفران. وقيل: هما شقتان والشّقة نصف الملاءة.

<<  <   >  >>