للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والبدع والخرافات, ورأى الفتى العالم الألمعي ما عليه الناس من الجهل, فأبى عليه دينه وعلمه وتقواه إلا أن يجهر بالإصلاح, ونهى الناس عن المنكرات امتثالا لأمر الله واقتداء بسنة نبيه الهادي المصطفى صلوات الله وسلامه عليه حين قال: "من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان" ١, وقد منحه الله بسطة في العلم وقوة في الجسم ومضاء في العزيمة٢ فراح رحمه الله ينشر أعلام التوحيد ويعلن للناس أن الدعوة كلها لله, ويكفر من صرف شيئا منها إلى سواه ٣.

وفي ذلك يقول ابن غنام رحمه الله:

"وإذا ذكر أحد بمجلسه شارات الطواغيت أو الصالحين الذين كانوا يعبدونهم مع رب العالمين نهاه عن ذلك وزجره وبين له الصواب وحذره وقال له إن محبة الأولياء والصالحين إنما هي اتباع هديهم وآثارهم والاستنارة بضياء أنوارهم, لا صرف الحقوق الربانية إلى الأجسام الوثنية, وقد وقع ذلك بمجلسه مرة فأبدى للقائل نهيه وزجره وأظهر عليه إغلاظه ونكرة فتغير وجه القائل, وجال واستغرب من ذلك المقال وقال إن كان يقوله حقا هذا الإنسان فالناس ليسوا على شيء من زمان.

قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله:

"وكان ناس من مشركي البصرة يأتون إلي بشبهات يلقونها عليّ فأقول وهم قعود لدي: لا تصلح العبادة كلها إلا لله فيبهت كل منهم


١-سبق تخريجه ص "٩"هـ"٣".
٢-انظر دعوة الحق ص ١٤: عبد الله بوقس – نالدار السعودية للنشر "١٣٩٢هـ-١٩٧٢م".
٣-تاريخ نجد ١/٨٢ لابن غنام بتحقيق د. ناصر الدين الأسد.

<<  <   >  >>