للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ضربوا في الأرض وشرقوا وغربوا في سبيل طلب العلم١ ولكن نفقته التي كانت معه ضاعت منه في الطريق فانثنى عائدا إلى نجد, ومر في طريقه إليها بالأحساء٢ ونزل فيها على الشيخ العالم عبد الله بن محمد ابن عبد اللطيف الشافعي الأحسائي ثم اتجه منها إلى بلدة حريملاء, وكان أبوه عبد الوهاب قد انتقل إليها من العيينة سنة تسع وثلاثين ومائة٣ , وبهذا تنتهي الرحلة الثانية والأخيرة٤ التي قام فيها الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله بطلب العلم.

وقد رأى أثناء- رحلتيه هاتين- ما كان عليه المسلمون من التهاون في أمور الدين فاستاء من ذلك استياء شديداً, وصار يشعر بحافز يدفعه إلى المناداة بالإصلاح الديني, والدعوة إلى الرجوع إلى القرآن والسنة, فقفل راجعا إلى نجد وهو مشبع بالفكرة التي رأى من الواجب عليه أن يقوم بتنفيذها والعمل بها٥ , وعقد العزم على انتهاج منهج السلف الصالح بالدعوة إلى نبذ البدع وتطهير ما علق بالإسلام من الأوهام والخرافات


١-انظر: هذا هو كتاب سيرة الإمام محمد بن عبد الوهاب ص ٢٠.
٢- تقدم التعريف بها ص "٥١" هـ "٥".
٣- تاريخ نجد ١/٨٣ لابن غنام بتحقيق د. ناصر الدين الأسد, انظر تاريخ نجد المسمى روضة الأفكار والأفهام لمرتاد حال الإمام وتعداد غزوات ذوي الإسلام ١/٣١, وعنوان المجد في تاريخ نجد ١/٨.
٤-هذا ما ثبت في المرجع, إلا أن قلم صاحب الكتاب لمع الشهاب في سيرة محمد بن عبد الوهاب انبرى بكل جرأة زاعما قيامه رحمه الله برحلة ثالثة لإيران والشام فمصر وقد رد عليه الشيخ عبد الرحمن بن عبد اللطيف رحمه الله ردا قويا أثبت فيه كذب هذه الرحلة تاريخيا. " انظر لمع الشهاب في سيرة محمد بن عبد الوهاب ١٠-١٦".
٥-انظر كتابات الملك الراشد ص٧: عبد المنعم الغلامي –بتصرف يسير- ن دار اللواء- الرياض- ط/٢"١٤٠٠هـ-١٩٨٠م".

<<  <   >  >>