للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"وكان١ رحمه الله تعالى من الرأي والفراسة والتدبير ما ليس لغيره, وكان كثرا ما يلهج بقوله تعالى: {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} ٢"٣.

ثالثا: الإمام الشوكاني رحمه الله:

ذكر في ترجمة غالب بن مساعد٤ أمير مكة في كتابه " البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع" ما نصه:

"وفي سنة "١٢١٥هـ" وصل من صاحب نجد المذكور أي: عبد العزيز بن سعود٥ مجلدان لطيفان أرسل بهما إلى حضرة مولانا الإمام حفظه الله, أحدهما يشتمل على رسائل لمحمد بن عبد الوهاب كلها في الإرشاد إلى إخلاص التوحيد والتنفير من الشرك الذي يفعله المعتقدون في القبور, وهي رسائل جيدة مشحونة بأدلة الكتاب والسنة, والمجلد الآخر يتضمن الرد على


١-الصواب أن يقول: "له".
٢-جزء من الآية ١٩ من سورة النمل.
٣-المرجع السابق ١/٩٥.
٤-هو: غالب بن مساعد بن سعيد الحسني, من أمراء مكة وليها بعد وفاة أخيه سرور سنة "١٢٠٢هـ", في أيامه قوي الإمام سعود بن عبد العزيز بنجد, وهاجمت جيوشه الحجاز فقاتلها الشريف غالب, وتقهقر إلى جدة ثم أظهر الطاعة لسعود وعاد إلى مكة, واستمر في الأمارة إلى أن زحف علي باشا "والي مصر" بجيش كبير لقتال السعوديين فتحول الشريف عن ولاته لآل سعود, توفي عام " ١٢٣١هـ- ١٨١٦م" " الأعلام ٥/١١٥ بتصرف".
٥-هو: عبد العزيز بن محمد بن سعود إمام من أمراء آل سعود في دولتهم الأولى, ولد سنة "١١٣٢هـ-١٧٢٠م", كانت عاصمته " الدرعية", ولي بعد وفاة أبيه سنة " ١١٧٩هـ" واتسع نطاق الدولة في أيامه, كان مغوارا شديد البأس لا يمل الحروب, اغتاله رجل من أهل العمارية في جامع الدرعية سنة "١٢١٨هـ-١٨٠٣م" " الأعلام ٤/٢٤ باختصار".

<<  <   >  >>