للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أما التثبت فهو كما سبق من مرادفات الأناة, تثبت في الأمر والرأي, واستثبت: تأني فيه ولم يعجل١.

والتثبت صفة لأهل اليقين من المؤمنين وبسبب هذه الصفة التي فيهم يبين الله لهم الآيات والعلامات في الأمم التي مضت, حتى يستخرجوا العبر التي تقيهم ما وقع به غيرهم من غضب الله تعالى٢.

قال تعالى: {قَدْ بَيَّنَّا الآياتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} ٣.

ففي الآية الكريمة دلالة على بيان الآيات ووضوحها لأهل اليقين والتثبت.

قال الإمام الطبري رحمه الله: "وخص الله بذلك القوم الذين يوقنون لأنهم أهل التثبت في الأمور, والطالبون معرفة حقائق الأشياء على يقين وصحة فأخبر جل ثناؤه أنه بين لمن كانت هذه صفته"٤.

وإذا كانت الأناة والتثبت من الصفات الحميدة فإن ضدها وهي العجلة من أقبح الصفات الذميمة.

وقال الإمام ابن القيم رحمه الله محللاً لصفة العجلة: " ... فإنها خفة وطيش وحدة في العبد تمنعه من التثبت والوقار والحلم, وتوجب وضع الأشياء في غير موضعها, وتجلب عليه أنواعا من الشرور وتمنعه أنواعاً من الخير وهي قرين الندامة فقل من استعجل إلا ندم"٥.


١-لسان العرب ١/٤٦٧ ماة: ثبت.
٢- فقه الدعوة في إنكار المنكر ص ١٠٠.
٣- سورة البقرة آية ١١٨.
٤- جامع البيان في تفسير القرآن ١/٤٠٨.
٥-الروح لابن القيم في الكلام على أرواح الأموات والأحياء بالدلائل من الكتاب والسنة والآثار وأقوال العلماء ص ٣٤٨- ن دار الكتب العلمية- بيروت – لبنان- ط/١"١٤٠٢هـ-١٩٨٢م".

<<  <   >  >>