للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تحصيل المصالح ودرء المفاسد فعلنا ذلك امتثالا لأمر الله تعالى فيهما لقوله سبحانه وتعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} ١, وإن تعذر الدرء والتحصيل فإن كانت المفسدة أعظم من المصلحة درأنا لمفسدة ولا نبالي بفوات المصلحة"٢. ا. هـ.

ولقد أشار إلى ذلك الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب قائلا:

" القاعدة التي هي خاصية العقل وهو٣ ارتكاب أدنى الشرين لدفع أعلاهما وتفويت أدنى الخيرين لتحصيل أعلاهما"٤.

قال شيخ الإسلام ابن تميمية رحمه الله: "المفسدة إذا عارضتها المصلحة الراجحة قدمت عليها"٥.

ويضيف قائلا: " فلا يجوز دفع الفساد القليل بالفساد الكثير ولا دفع أخف الضررين بتحصيل أعظم الضررين, فإن الشريعة جاءت بتحصيل المصالح وتكميلها وتعطيل المفاسد وتقليلها بحسب الإمكان, ومطلوبها ترجيح خير الخيرين إذا لم يمكن أن يجتمعا جميعا ودفع شر الشرين إذا لم يندفعا جميعا"٦ا. هـ.


١-جزء من الآية ١٦ من سورة التغابن.
٢-قواعد الاحكام في مصالح لانام ١/٨٤ لسلطان العلماء العز بن عبد السلام – ن دار المعرفة- بيروت –لبنان- ط/ المكتبة التجارية الكبرى- مصر وللاستزادة – انظر القواعد الفقهية الكبرى وما تفرع عنها ص ٥١٤ للشيخ الدكتور صالح بن غانم السدلان- ن دار بلنسية- الرياض- ط ١"١٤١٧هـ".
٣-لعل الصواب أن يقول: هي, أو أن يحذف الضمير.
٤-مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب – القسم الرابع- التفسير ص ٢٣.
٥-القواعد النورانية الفقهية ص ١٣٢, بتحقيق محمد حامد فقي- ط/١"١٣٧٠هـ-١٩٥١م"- مطبعة السنة المحمدية- القاهرة.
٦-قاعدة أهل السنة والجماعة في رحمة أهل البدع والمعاصي ومشاركتهم في صلاة الجماعة ص ٤٥- ن مكتبة قرة عيون الموحدين – الجيل- ط/١"محرم١٤١١هـ".

<<  <   >  >>