للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعن دلالة هذه الألفاظ يقول القاضي أبو يعلى رحمه الله: " الجسم عبارة عن المؤلف, والمؤلف المجتمع, والاجتماع هو تداني الجوهرين على وجه لا يدخل بينهما ثالث, والجوهر هو الجزء الذي لا يتجزأ وهو الحامل للأعراض الشاغلة للحيز, والعرض هو المعنى العارض للجوهر الذي يصح بطلانه منه مع بقاء الحامل له, ومعنى الجزء عبارة عن بعض الأجسام, وحقيقته أنه منفرد من جملة فإذا كان واحدا فهو غير متجزئ"١ ويستأنف الشيخ الإمام محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله احتسابه على المويس لما أنكر على أهل الوشم إنكارهم الآنف الذكر فيقول: " وهذا الإنكار جمع فيه بين اثنين:

أحداهما: أنه لم يفهم كلام ابن عيدان٢ وصاحبه.

الثانية: أنه لم يفهم صورة المسألة, وذلك أن مذهب الإمام احمد وغيره من السلف أنهم لا يتكلمون في هذا النوع إلا بما يتكلم الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم فما أثبته الله لنفسه أو أثبته رسوله صلى الله عليه وسلم أثبتوه, مثل الفوقية, والاستواء, والكلام, والمجيء, وغير ذلك, وما نفاه الله عن نفسه ونفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم نفوه, مثل: المثل, والند والسمي, وغير ذلك.

وأما ما لا يوجد عن الله ورسوله إثباته ونفيه مثل: الجوهر, والجسم, والعرض, والجهة, وغير ذلك لا يثبتونه, ولا ينفونه, فمن نفاه مثل صاحب الخطبة التي أنكرها ابن عيدان وصاحبه فهو عند أحمد والسلف مبتدع, ومن


١-كتاب المعتمد في أصول الدين ص ٢٨٠.
٢-لم أجد له ترجمة.

<<  <   >  >>