للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فإذا عاند أمكنه المجاهرة بالعداوة, وهذا لما راسلاه صنف عليهما١ ما علمت وأرسله إلى البلدان أن اعرفوني ... اعرفوني, تراي جاي من الشام.

وأما التناقض وكون كلامه يكذب بعضه بعضا فمن وجوه- أربعة-:

منها أنه نسبهما تارة إلى التجسيم, تارة إلى التعطيل, ومعلوم أن التعطيل ضد التجسيم, وأهل هذا أعداء لأهل هذا والحق وسط بينهماز

ومنها أنه نسبهما إلى الجهمية وإلى المجسمة, والجهمية والمجسمة بينهما من التناقض والتباعد كما بين السواد والبياض, وأهل السنة وسط بينهما.

ومنها: أنه يقول مذهب أهل الحق إثبات الصفات ثم يقول ولا أين ولا ولا وهذا تناقض.

ومنها: أنه يقول ما أثبته الله ورسوله صلى الله عليه وسلم أثبت ثم يخص ذلك بالصفات السبع, فهذا عين التناقض, فعقيدته التي نسب لأهل السنة جمعها من نحو أربع فرق من المبتدعة يناقض بعضهم بعضا ويسب بعضهم بعضا ولو فهمت حقيقة هذه العقيدة لجعلتها ضحكة.

ومنها: أنه يذكر عن أحمد أن الكلام في هذه الأشياء مذموم إلا ما نقل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنه وتابعيهم رحمهم الله ثم ينقل لكم إثبات كلام المبتدعة ونفيهم ويتكلم بهذه العقيدة المعكوسة ويزعم أنها عقيدة أهل الحق, هذا ما تيسر كتابته عجلا على السراج٢ والمأمول فيك٣ أنك تنظر فيها


١-أي كذب عليهما.
٢-لعله بقصد أن يعذره على تقصيره في عدم البسط في الموضوع, لكتابته له على عجل ليلا على ضوء السراج
٣-ا] ابن سحيم.

<<  <   >  >>