للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القبور, وعدلت على السنن المشروع واندرس الأمر الممنوع وهدم رفيع ذلك البناء وبطل ذلك التعظيم والاعتناء وخر شامخ الأحجار ... "١.

ويفصل المؤرخ ابن بشر رحمه الله في قصة هدم هذه القبة قائلاً: "إن الشيخ أراد أن يهدم قبة قبر زيد بن الخطاب رضي الله عنه التي عند الجبيلة فقال لعثمان٢:"دعنا نهدم هذه القبة التي وضعت على الباطل وضل بها الناس عن الهدى" فقال: دونكها فاهدمها فقال الشيخ: "أخاف من أهل الجبيلة أن يوقعوا بنا ولا أستطيع هدمها إلا وأنت معي" فسار معه عثمان بنحو ستمائة رجل فلما قربوا منها ظهروا عليهم أهل الجبيلة يريدون أن يمنعوها فلما رآهم عثمان علم ما هموا به فتأهب ... فلما رأوا ذلك كفوا عن الحرب وخلوا بينهم وبينها, وذكر لي أن عثمان لما أتاها قال للشيخ نحن لا نتعرضها فقال أعطوني الفأس فهدمها الشيخ بيده حتى ساواها, ثم رجعوا فانتظر تلك الليلة جهال البدو وسفهاؤهم ما يحدث على الشيخ بسبب هدمها فأصبح في أحسن حال"٣ ا. هـ.

فكان ذلك نصرا عمليا له ولدعوته أقنع بعض المتشككين في أمره بصحة ما يدعو إليه٤ وهذا وعد من الله عز وجل لمن نصر دينه قال تعالى: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} ٥.

ويصف لنا ابن غنام رحمه الله حال الناس بعد هذا النصر قائلاً:


١-تاريخ نجد المسمى روضة الأفكار والأفهام لمرتاد حال الإمام وتعداد غزوات ذوي الإسلام ١/٣٠.
٢-أي الأمير عثمان بن حمد بن معمر.
٣-عنوان المجد في تاريخ نجد ١/٩.
٤-انظر الدولة السعودية الأولى الجزء الأول ص٤٤.
٥-جزء من الآية ٤٠ من سورة الحج.

<<  <   >  >>