للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"فلم يبق وثن في البلدان التي كانت تحت يد عثمان وشاع ذلك واستبان ونعم بذلك أهل الإيمان وصلحوا حالاً من ذلك المكان وانتشر الحق من ذلك الأوان واشتهر الأمر وبان وسارت بذلك الركبان"١ ا. هـ.

ولكن سنة الله في خلقه أن يبتلى ويمحص أهل الحق ويصقلوا بالفتن كما يصقل الذهب بالنار لينقى من الشوائب ويزداد لمعاناً!!

لذلك قوبل هذا الاحتساب من الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله بكثير من النفور الذي وصفه ابن غنام قائلاً:

"فأنكرت ذلك قلوب الذين حقت عليهم كلمة العذاب وقالوا مثل ما قال الأولون ذووا الكفر والإعجاب: {أجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} ٢ فأخذوا في رده والإنكار عليه وأتوا بأعظم الأسباب وزجوا الخلق في لجة الضلال والارتياب وضجوا على كلمة الحق بالتكذيب والإكذاب ... – وبهتوا – الشيخ بأنه ساحر ومفتر وكذاب وحكموا بكفره واستحلال دمه وماله وجميع من له من أصحاب: {وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ} ٣ وأشر الناس ... إنكارا عليه وأعطمهم تشنيعا وسعيا بالشر إليه سليمان ابن سحيم وأبوه محمد فقد أنهم٤ في ذلك وأنجد وجد في التحريش


١- تاريخ نجد المسمى روضة الأفكار والأفهام لمرتاد حال الإمام وتعداد غزوات ذوي الإسلام ١/٣١.
٢-سورة ص آية ٥.
٣-جزء من الآية ٥ من سورة غافر.
٤-أنهم: من النهم وهو إفراط الهوة في الطعام وأن لا تمتلىء عين الآكل ولا يشبع ... والنهمة الحاجة وبلوغ الهمة والشهوة في الشيء وهو منهوم بكذا مولع به. "القاموس المحيط ٤/١٨٤ فصل النون والواو باب الميم مادة: النهم".

<<  <   >  >>