للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عليه والتحريض, وهيئوا له أسباب الجريض١ وأرسل بذلك إلى الأحساء والحرمين والبصرة فلم ينل من مراده سوى الخزي والعار والحسرة, ولم يحصل من مراده بغير العثرة, ولقد كاد وشنع وعادى وجشر٢ علماء السوء ونادى وكذب عليه وبهت وزور وجد في دحض الهدى وشمر وسعى وفي إبطاله٣ وما قصر وبعث الطروس٤ منزعه بالباطل والمين٥ إلى علماء الحسا والبصرة والحرمين فقاموا معه فورا بالإنكار وأفتوا للحكام والسلاطين والأشرار بأن القائم بدعوة التوحيد ... ليس له في الحق تثبت ولا قرار, وأنه من لظى الجحيم والنار على شفا جرف هار، بل جزم أكثر علماء الأمصار في تلك الأزمان والأعصار بأن هذا المبين لآثار السلف الأخيار المتبع لهدي نبيه المختار من أقبح الضلال والفساق والكفار وأشر الخوارج والفجار, وحسبوا أنهم إذا حرشوا عليه الحكام يجدون في قتله ويجتهدون فيفوزون حينئذ بما كانوا يؤملون, ولقد عرفوا أن الذي جاء به الحق ولكنهم كانوا يكتمون: {يُرِيدُونَ أَنْ


١-الجريض الغصة واختلاف الفكين عند الموت "المعجم الوسيط ١/١١٧ مادة: الجريض" والجريض: الريق يغض به: يقال: جرض بريقه تَجْرَضُ, وهو أن يبتلع ريقه على هم وحزن, يقال: مات فلانا جريضا, أي مغموما وفي المثل "حال الجريض دون القريض" والقريض: الشعر, وأصله البعير. وحال: منع. يضرب المثل للأمر يقدر عليه اخيرا حين لا ينفع. وأصله ان رجلا كان له ابن نبغ في الشعر, فنهاه أبوه عن ذلك, فجاش به صدره, ومرض حتى أشرف على الهلاك فأذن له أبوه في قول الشعر, فقال هذا القول. "مجمع الأمثال ١/٢٥١لأبي الفضل النيسابوري الميداني, قدم له وعلق عليه نعيم حسين زرزور –دار الكتب العلمية- بيروت ط/١ "١٣٠٨هـ- ١٩٨٨م".
٢-جشر الرجل والبعير: أصابه سعال جاف فخشن صوته, ويقال: جشر صوته. فهو أجشر وهي جشراء, "المعجم الوسيط ١/١٢٣ مادة: جشر".
٣-الواو هنا زائدة.
٤-الطرس: الصحيفة والكتاب الذي محي ثم كتب ج: طروس واطراس "المرجع السابق ٢/٥٥٤ مادة الطرس".
٥-سبق التعريف بها ص"٤٣" هـ "٥".

<<  <   >  >>