للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} ١ فصنفوا المصنفات في تبديعه وتضليله وتغييره للشرع النبوي وتبديله وعدم معرفته بأسرار العلوم وتجهيله, وسطروا فيها الجزم بكفره وبطلان حجته ودليله وأوحى بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون, فأطبق أهل الباطل والضلال على قبيح تلك الأقوال وأرهفوا أسنة المقال والكل خاض في الإفك ونال فآب بالخسران والإذلال ورجع ولله الحمد بخيبة الآمال: {وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ} ٢ والذي تول منهم هذا لأمر الكبير, واقتحم لجج موجه الخطير, وشمر فيه أعظم التشمير, وتنادى عليه مع أعوانه لأجل التغيير حسدا وبغيا لفوزه بهذا الفضل الكثير والفخر النابل المنير سليمان ابن سحيم وأبوه محمد من مطاوعة الرياض والموانيس من أهل منيخ٣ وعبد الله بن محمد بن عبد اللطيف ومحمد بن عبد الرحمن بن عفالق فصار كل من هؤلاء معاندا مجادلا مشاقق٤ وحذروا منه جميع الأنام, وأخرجوه بلا شك من حوزة الإسلام وأغروا به الخاص والعام خصوصا السلاطين والحكام وقطعوا لهم أنه رافض شريعة محمد عليه الصلاة


١-سورة التوبة آية ٣٢.
٢-سورة الأنعام أية ١١٣.
٣-منيخ: بضم الميم, وكسر النون, وإسكان الياء, فخاء "المجمعة" وما حولها من واديها: كان هذا الاسم يطلق عليه قديما, ولا تعرف إلا به.. أما الآن فقد أصبح هذا الاسم أثريا, وكانوا قبل يقولون "سدير" و"منيخ".. أما الآن فإن "المجمعة" التي هي "منيخ" سابقا, قد أصبحت قاعدة ل"سدير" كله "معجم اليمامة ٢/٤٠٢", وراجع ص"٩٩" هـ"٣".
٤-الصواب أن يقول مشاققاً.

<<  <   >  >>