للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

محاداة لله وللرسول وبغضا للرسول١.

ثم إن غالب الاحتفالات بالمولد- مع كونها بدعة- لا تخلو من اشتمالها على منكرات أخرى كاختلاط النساء بالرجال, واستعمال الأغاني والمعازف, وشرب المسكرات والمخدرات وغير ذلك من الشرور٢ وهذا بكل أسف ما ابتليت به الأمة الإسلامية في زماننا, فكثير من بلدان المسلمين القاصية والدانية – ما خلا بلاد الحرمين حرسها الله- تعلن وتجاهر بهذه البدعة وكأنها سنة من سنن الهدى! فإلى الله المشتكى.

ومما يجدر التنبيه إليه هنا أن جل القصائد والمدائح النبوية التي يتغنى بها في المولد لا تخلو من ألفاظ الشرك وعبارات الغلو الذي نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم٣ بقوله: " لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم, فإنما أنا عبده فقولوا عبد الله ورسوله" ٤ مثل قصيدة البردة٥


١-انظر محاضرات في العقيدة والدعوة ١/٢٧٧.
٢-التحذير من البدع ص ٦ لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز- ن دار القاسم- الرياض- ط/١"١٤١٥هـ".
٣-انظر الإنصاف فيما قيل في المولد من اللغو والإحجاف ص ٤٥ لأبي بكر الجزائري- ن دار الطرفين- الطائف.
٤-أخرجه البخاري في صحيحه عن ابن عباس عن عمر رضي الله عنه ك: الأنبياء ب: واذكر في الكتاب مريم ... ,٤/٢٠٤.
٥-قصيدة البردة أو البرأة الميمية القافية نظمها البوصيري في مدح النبي صلى الله عليه وسلم وهي من أشهر شعره وأخبثه, زعم استخفاف بعقول بعقول العوام, أما أولي العلم والأبصار فحذرون من هذه القصيدة المنحرفة لما فيها من الغلو في النبي صلى الله عليه وسلم وإشراكه مع الله عز وجل في تحيدي الألوهية الربوبية, ومن الشواهد على ذلك قوله فيها:
يا أكرم الرسل ما لي من ألوذ به ... سواك عند حلول الحادث العمم
ولن يضيق رسول الله جاهك بي ... ومن علومك علم اللوح والقلم
=

<<  <   >  >>