للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال الخطابي١ رحمه الله: " تحريم الهجرة بين المسلمين أكثر إنما هو فيما تكون بينمهما من قبل عتب موجدة, أو لتقصير يقع في حقوق العشرة ونحوها, دون ما كان من ذلك في حق الدين, فإن هجرة أهل الأهواء والبدعة دائمة على مر الأوقات والأزمان, وما لم تظهر منهم التوبة والرجوع إلى الحق"٢اهـ.

وقد جمع بعضهم أسماء من كان يزجر بالهجر من الصحابة والتابعين فمن بعدهم وذكر منهم: عثمان بن عفان, وسعد بن أبي وقاص, وعبد الرحمن بن عوف, وعائشة أم المؤمنين, وحفصة أم المؤمنين, وعمار بن ياسر رضي الله عنه, وسعيد ابن المسيب, وطاووسا ووهب بن منبه, والحسن البصري, وابن سيرين, وسفيان الثوري رحمهم الله, وخلقا إلى أن ختم بالنووي, فإنه كان يزجر بالهجر ويراه٣.

وقد عزا الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تشديد السلف في معاداة أهل البدع والضلالة إلى أمرين:

"الأول: غلظ البدعة في الدين في نفسها, فهي عندهم أجل من الكبائر٤, ويعاملون أهلها بأغلظ مما يعاملون به أهل الكبائر, كما تجد في قلوب الناس أن الرافضي عندهم ولو كان عالما عابدا أبغض وأشد ذنبا من السني المجاهر بالكبائر.


١- هو: حمد بن محمد بن إبراهيم بن الخطاب البستي, أبو سليمان, فقيه محدث من أهل بست " من بلاد كابل" من نسل زيد بن الخطاب, ولد سنة "٣١٩هـ-٩٣١م" وتوفي سنة " ٣٨٨هـ-٩٩٨م". " الأعلام ٢/٢٧٢ باختصار".
٢- مختصر سنن أبي داود ٧/٥ للحافظ المنذري ومعالم السنن لأبي سليمان الخطابي وتهذيب الإمام ابن قيم الجوزية, بتحقيق أحمد شاكر, ومحمد حامد فقي- ن دار المعرفة- بيروت لبنان- ط"١٤٠٠هـ-١٩٨٠م".
٣- هجران أهل البدع أو " الزجر بالهجر" ص ٣٩ تأليف جلال الدين السيوطي – ن دار السلف – الرياض- ط/١"١٤١٥هـ-١٩٩٥م" بتصرف.
٤- لعله يقصد الكبائر من دون الإشراك بالله, وإلا فالاحتساب على الشرك أجل عندهم منه على البدعة والله أعلم.

<<  <   >  >>