للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هو، ولعله يدخله سحر، أو كفر) ١.

وسئل ابن عبد السلام رحمه الله عن الحروف المقطعة فمنع منها ما لا يعرف، لئلا يكون فيه كفر٢.

ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (.. ما يقال ويكتب مما لا يعرف معناه فلا يشرع، لاسيما إن كان فيه شرك، فإنَّ ذلك محرم. وعامة ما يقوله أهل العزائم فيه شرك، وقد يقرأون مع ذلك شيئاً من القرآن ويظهورن ويكتمون ما يقولونه من الشرك، وفي الاستشفاء بما شرعه الله ورسوله ما يغني عن الشرك وأهله) ٣.

وفي هذا المعنى قال الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله:

[نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الرقى التي فيها شرك كالتي فيها استعاذة بالجن كما قال تعالى: {وأنَّهُ كان رجالٌ من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهُم رهقاً} ٤ ولهذا نهى العلماء عن التعازيم والأقسام التي يستعملها بعض الناس في حق المصروع وغيره التي تتضمن الشرك، بل نهوا عن كل ما لا يعرف معناه من ذلك خشية أن يكون فيه شرك] ٥ ا. هـ.

وبالنظر إلى حال بعض المشتغلين بالرقية في عصرنا الحاضر ممن يعوزهم العلم الشرعي، والذي يعج بالمخالفات الشرعية يحتم على المحتسبين الإنكار عليهم وتحذير الناس منهم حفاظاً على سلامة عقائدهم.


١ شرح السنة ١٢/١٥٩.
٢ تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد ص ١٦٧.
٣ الدليل والبرهان على مصرع الجن للإنسان ص٥٦، راجعه وخرّج أحاديثه محمد بن طاهر الزين- ن مكتبة السندس- ط/٢ (غرة ذي الحجة ١٤٠٩هـ- تموز (يوليو) ١٩٨٩م) ، وانظر مجموع الفتاوى ١٩/٦١.
٤ سورة الجن آية ٦.
٥ ملحق المصنفات ص ١٠٧.

<<  <   >  >>