للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من العقرب. وإنَّك نهيت عن الرقى، قال فعرضوها عليه، فقال: ما أرى بأساً، من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعه" ١.

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: "أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أمر أن يُسترقى من العين" ٢.

وعن عوف بن مالك الاشجعي٣ قال: كُنّا نرقي في الجاهلية فقلنا: يا رسول الله كيف ترى في ذلك؟ فقال: "اعرضوا عليَّ رقاكم لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك" ٤.

ثانياً: الرقى غير الشرعية:

دلَّ حديث عبد الله بن مسعود المتقدم٥ على النوع الثاني من الرقى وهو الرقى الشركية، والتي لا تخلو من الشرك وهي الرقى التي يستعان فيها بغير الله من دعاء غير الله والاستغاثة والاستعاذة به٦ ويستخدمها المعزمون والدجالون والعرّافون والمشعوذون٧.

قال الإمام البغوي رحمه الله: (.. المنهي من الرقى ما كان فيه شرك، أو كان يذكر مردة الشياطين، أو ما كان منها بغير لسان العرب، ولا يُدرى ما


١ أخرجه مسلم في صحيحه- ك: السلام- ب: استحباب الرقية من العين والنملة والحمة والنظرة- ٤/١٧٢٦.
٢ أخرجه البخاري في صحيحه- ك: الطب- ب: رقية العين- ٧/١٧١.
٣ عوف بن مالك الأشجعي: صحابي حمل راية قومه يوم الفتح، مات سنة (٧٣ هـ) . (الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة ٢/١٠١ ت: ٤٣١١ بتصرف) .
٤ أخرجه مسلم في صحيحه- ك: السلام- ب: لا بأس بالرقى ما لم يكن شركاً ح: ٦٤- ٤/١٧٢٧.
٥ راجع ص (٣٤١) من هذا البحث.
٦ انظر كتاب التوحيد ص ٤٩ للدكتور الشيخ صالح بن فوزان الفوزان- مطابع الحميضي.
٧ انظر فتح المغيث في السحر والحسد ومس إبليس ص ١٨٤ لأبي عبيدة ماهر بن صالح آل مبارك- ن دار علوم السنة- الرياض ط/١ (١٤١٥هـ-١٩٩٥م) .

<<  <   >  >>