للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويعلل ابن بشر رحمه الله انتشار تلك الخرافات والضلالات في حاضرة نجد باتصالهم بأهل البادية الذين فشت فيهم تلك الأمور فيقول:

"والسبب الذي أحدث ذلك في نجد والله أعلم أن الأعراب إذا نزلوا في البلدان وقت الثمار صار معهم رجال ونساء يتطببون ويداوون, فإذا كان في أحد من أهل البلد مرض أو في بعض أعضائه أتى أهله إلى متطببه ذلك القطين من البادية فيسألونهم عن دواء علته, فيقولون لهم: أذبحوا له في الموضع الفلاني كذا وكذا إما خروفا أسود وإما تيسا أصمع ١ وذلك ليحققوا معرفتهم عند هؤلاء الجهلة ثم يقولون لهم: لا تسموا الله على ذبحه, واعطوا المريض منه كذا وكذا وكلوا منه كذا وكذا واتركوا كذا وكذا فربما يشفى حتى كثر ذلك في الناس وطال عليهم الأمد, فوقعوا بهذا السبب في عظائم, وليس للناس من ينهاهم عن ذلك فيصدع بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ٢.

مما حدى بالشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب إلى تكفيرهم لإعراضهم عن الحق, قال رحمه الله:

" وإني أفتيت بكفر البوادي الذين ينكرون البعث والجنة والنار وينكرون ميراث النساء مع علمهم أن كتاب الله عند الحضر " ٣ , فهم "كفروا بالكتاب كله وتبرؤوا من الدين كله واستهزؤا بالحضر الذين يصدقون بالبعث, وفضلوا حكم الطاغوت على شريعه الله واستهزءوا بها مع إقرارهم بأن محمدا رسول


١-والأصمع: الصغير الأذن " لسان العرب ٤/٤٩٧ منادة" صمع".
٢-عنوان المجد في تاريخ نجد ١/٦.
٣-الرسالة السادسة من الرسائل الشخصية- ضمن مؤلفات الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب- القسم الخامس- ص ٤١ صنفها وأعدها د. عبد العزيز بن زيد الرومي- د. محمد بلتاجي- د. سيد حجاب- ن جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية- أسبوع الشيخ محمد بن عبد الوهاب.

<<  <   >  >>