للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عنها في المعلى ١ مما لا يسوغ لمسلم أن يطلق عليه إباحة وحلا, فضلا عن كونه يراه قربة يدرك بها أجرا وفضلا من اختلاط النساء بالرجال وفعل الفواحش والمنكرات, وارتفاع الأصوات عندهم بالدعوات وحصول الفدية وشهرة الاستغاثات, وعند قبر عبد الله بن عباس رضي الله عنهما في الطائف من الأمور التي تشمأز ٢ منها نفس الجاهل فكيف بالعارف, فيقف عند قبره متضرعا مستغيثا كل مكروب وخايف, وينادي أكثر الباعة في الأسواق من غير نكير ولا زجر على الإطلاق, ويقول بلهجة قلب واحتراق كثير من أهل الشرك والإبلاس, وذوي الفقر والإفلاس: اليوم على الله وعليك يا ابن عباس, ويسألونه الحاجات ويسترزقون {أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً وَلا يُنْقِذُونِ} ٣ وأما ما يفعل عند قبره عليه الصلاة والسلام من الأمور المحرمة العظام من تعفير الخدود والإنحنا بالخضوع والسجود واتخاذ ذلك القبر


= المصطفى عليه الصلاة والسلام أضفى عليها هالة من الإجلال حتى اعتقد كثير من الجهال صحة وجود قبر خديجة وقبر عبد المطلب جد النبي صلى الله عليه وسلم وقبر أبي طالب- عمه- وهو اعتقاد خاطئ فقبر أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها كان مجهولا لدى مؤرخي مكة حتى القرن الثامن الهجري, أي طيلة سبعة قرون بل تزيد, ثم أصبح معروفا محددا المكان في القرون الخمسة الماضية, حتى يومنا هذا, بعد أن رأى أحد العارفين في المنام كأن نورا ينبعث من شعبة النور في مقبرة المعلا, ولما علم أمير مكة في ذلك العهد بخبر تلك الرؤيا أمر ببناء قبة فوق المكان الذي رأى ذلك العارف أن النور ينبعث منه, جازما ذلك الأمير أن ذلك المكان ما هو سوى قبر خديجة رضي الله عنها!!! , "هذه بلادنا١٩مكة المكرمة ص ٨٣ إعداد إبراهيم أحمد حسن كيفي- ن الرئاسة العامة لرعاية الشباب- الرياض "١٤٠٨هـ ١٩٨٨م" مطابع جامعة الملك سعود ١٤٠٨هـ" بتصرف يسير.
١-الصواب: المعلاة وهو القسم العلوي من مكة المكرمة, ويطل اليوم على حي وسوق بين الحجون والمسجد الحرام, وغالبا ما يطلق على مقبرة مكة التي صارت تعرف بالمعلاة لوقوعها في هذا الحي "معجم معالم الحجاز" تأليف المقدم عاتق بن غيث البلادي ٨/٢٠١, ن دار مكة- ط /١"١٤٠١هـ-١٩٨١م" بتصرف.
٢-الصواب: تشمئز.
٣-سورة يس الآية ٢٣.

<<  <   >  >>