للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ما أراد انصرف وإلا أصبح لهم معاديا محاربا فيأتون قبره بالسماعات١ والعلامات للاستغاثة عند حلول المصائب ونزول النوب الكوارب, وكذلك عند قبر المحجوب يطلبونه الشفاعة لغفران الذنوب لأنه عندهم المقرب المحبوب, فلهذا كانوا من سره بحذرون وإن دخل متعد أو سارق أو غاضب مال قبر أحدهما لم يتعرض له أحد من الرجال ولا يخشى معاقبة ولا أنكال ولا يتوصل إليه بما يكره ولا ينال, وإن تعلق جان ولو أقل جناية بالكعبة سحب منها بالأذيال فهم في تعظيمها مفرطون {وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنْصَرُونَ, لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُحْضَرُونَ} ٢ ومن ذلك ما يفعل عند قبر ميمونة بنت الحارث ٣ أم المؤمنين رضي الله عنها في سرف ٤, وعند قبر خديجة ٥ رضي الله


١-السماعات: جمع سماع, والسماع: الغناء, وكل ما التذته الأذن من صوت حسن سماع " انظر لسان العرب ٣/٢٠٩٦ مادة: سمع".
٢-سورة يس الآيتان ٧٤-٧٥.
٣- ميمونة بنت الحارث بن حزن الهلالية زوج النبي صلى الله عليه وسلم ... توفيت سنة إحدى وخمسين وقيل سنة ثلاث وستين عام الحرة وصلى عليها ابن عباس دخل قبرها هو ويزيد بن الأصم وعبد الله بن شداد بن الهاد وهم أولاد أخواتها ونزل معهم عبيد الله الخولاني وكان يتيما في حجرها" أسد الغابة في معرفة الصحابة٧/٢٦٢ ت٧٣٠٥" تأليف عز الدين ابن الأثير أبي الحسن علي بن محمد الجوزي, تحقيق الشيخ علي محمد معوض- الشيخ عادل بن أحمد عبد الموجود- ن دار الكتب العلمية- بيروت لبنان- ط/١"١٤١٥هت-١٩٩٤م".
٤-سرفك بفتح أوله, وكسر ثانيه, وآخره فاء ... موضع على ستة أميال من مكة وقيل سبعة, وتسعة واثنى عشر. " معجم البلدان ٣/٢١٢" وبه بنى النبي صلى الله عليه وسلم بميمونة بنت الحارث "كتاب: مناسك وأماكن طرق الحج ومعالم الجزيرة" ص٤٦٥, تحقيق حمد الجاسر- ن دار اليمامة- الرياض- ط/"١٣٨٩هـ-١٩٦٩م".
٥-لقد نص المتقدمون من مؤرخي مكة على عدم معرفة قبر أحد من الصحابة إلا قبر ميمونة بنت الحارث زوج النبي صلى الله عليه وسلم في سرف, أمام ما عرف به قبر أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها, فإنه مبني على غير أساس سليم ومعرفته معرفة قائمة على أساس من الجهل, فقد شيدت قبة عظيمة تحمل ذلك الاسم الطاهر, ثم أقيم بجوار تلك القبة في أول القرن الحادي عشر, قبتان تحمل إحداهما اسم " عبد المطلب", والأخرى " أبي طالب" وارتباط هذه الأسماء الثلاثة بحياة=

<<  <   >  >>