للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مال ١ كثير ٢ يزيد على سبعين ألف ريال في التقدير, فوقع عليه بعد أيام انكسار وإفلاس وتغيير, ولم يكن عنده ما يقابل شطر الذي عليه فهرب إليه مستجير ٣, فلم يتقدم إليه منهم شريف ولا وضيع ولا صغير ولا كبير, وترك بيته وما فيه من مال ولم يرزأ في قليل ولا كثير حتى اجتمع التجار ورأو له منهج الأنظار والتيسير وجعلوا ذلك عليه نجوما في سنين على التأخير, وكان بعض أهل الدين بذلك الحال مشيرا.

وأما ما في بلدان مصر وصعيدها من الأمور التي ينزه الإنسان عن ذكرها وتعديدها ٤ خصوصا عند قبور الصلحا والعباد من ساداتها وعبيدها كما ذكرها الثقات في نقل الأخبار وتوكيدها, فيأتون قبر أحمد البدوي ٥ وكذا قبور غيره من العباد وسائر ترب المشهورين بالخير والزهاد فيستغيثون ويندبون, ويجعلونهم بالإمداد, ويستحثونهم على زوال المصيبة عنهم والإنكار ويتداولون بينهم حكايات وينسبون عنهم قضيات ويحكون في محافلهم ماجريات ٦ من أفحش المنكر والضلالات , فيقولون: فلان استغاث


١-الصواب: مالا.
٢-الصواب: كثيرا.
٣-الصواب: مستجيرا.
٤-الصواب: تعادها.
٥-أحمد البدوي: هو أحمد بن علي بن إبراهيم الحسيني, أبو العباس البدوي المتصوف صاحب الشهرة في الديار المصرية, أصله من المغرب, ولد بفاس سنة "٥٩٦هـ-١٢٠٠م" وطاف البلاد وأقام بمكة والمدينة, ودخل مصر في أيام الملك الظاهر بيبرس ... وعظم شأنه في بلاد مصر فانتسب إلى طريقته جمهور كبير بينهم الملك الظاهر, توفي ودفن في طنطا سنة"٦٧٥هـ-١٢٧٦م" "الأعلام١/١٧٥" باختصار.
٦-لعل الصواب أن يقول: مجريات أو ما جرى, إلا أن السجع المفتعل الواضح في أسلوب ابن غنام رحمه الله دفعه لاستخدام كلمات غير صحيحة لغويا مراعاة لتوافق الفواصل.

<<  <   >  >>